هل تزيد الفاكهة والشوفان خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول؟

نافذة على العالم - أظهرت دراسة بحثية جديدة أن تناول الفاكهة والشوفان والجاودار في مرحلة الطفولة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، أما تناول التوت، فيرتبط بانخفاض احتمالات الإصابة بهذا المرض.

مرض السكري من النوع الأول

مرض السكري من النوع الأول هو حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجزر المنتجة للأنسولين في البنكرياس ويدمرها، وهذا يمنع الجسم من إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحيح.

المحفز لهجوم الجهاز المناعي غير معروف ولكن من المعتقد أنه ينطوي على مزيج من الاستعداد الوراثي ومحفز بيئي مثل الفيروسات أو المواد الغذائية، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

إن مرض السكري من النوع الأول، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السكري بين الأطفال، يتزايد في جميع أنحاء العالم.

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات في جميع أنحاء العالم في غضون 20 عامًا فقط، من 8.4 مليون حالة في عام 2021 إلى 17.4 مليون حالة بحلول عام 2040.

تسجل فنلندا أعلى معدل إصابة بمرض السكري من النوع الأول على مستوى العالم، حيث يبلغ معدل الإصابة 52.2 حالة لكل 100 ألف طفل تحت سن 15 عامًا ــ وهو معدل أعلى بأكثر من خمسة أضعاف مما كان عليه في الخمسينيات.

وتقول البروفيسورة سوفي فيرتانين، من المعهد الفنلندي للصحة والرفاهية، هلسنكي، فنلندا، التي قادت البحث: "يعتبر مرض السكري من النوع الأول حالة خطيرة تتطلب علاجًا مدى الحياة، وبالتالي تفرض عبئًا كبيرًا على المريض وأسرته".

وأضافت: "إن هذا المرض قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل مشاكل في العين والقلب والأعصاب والكلى، ويؤدي إلى تقصير متوسط ​​العمر المتوقع، كما أن تكاليف الرعاية الصحية باهظة (حوالي مليون يورو لكل مريض في فنلندا)، وتشير الزيادة السريعة في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بين الأطفال إلى أن العوامل البيئية تلعب دورًا هامًا في تطور المرض. وسوف يوفر تحديد هذه العوامل فرصة لتطوير استراتيجيات للوقاية منه ومضاعفاته".

وقد تم ربط العديد من الأطعمة بمرض المناعة الذاتية في الجزر - الهجوم على الخلايا المنتجة للأنسولين - ومرض السكري من النوع الأول، ولكن هناك نقص في الأدلة عالية الجودة من الدراسات المستقبلية ويظل وجود رابط مثيرًا للجدل.

تأثير النظام الغذائي في مرحلة الرضاعة والطفولة

ولمعالجة هذا الأمر، قام البروفيسور فيرتانين وزملاؤه باستكشاف ما إذا كان النظام الغذائي في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة مرتبطًا بتطور مرض السكري من النوع الأول لدى آلاف الأطفال في فنلندا.

تم متابعة مجموعة من 5674 طفلًا (3010 أولاد و2664 فتاة) لديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض السكري من النوع الأول منذ الولادة وحتى سن السادسة. وقد قدمت سجلات الطعام التي أكملها آباؤهم بشكل متكرر من سن ثلاثة أشهر إلى ست سنوات معلومات عن نظامهم الغذائي بالكامل.

وبحلول سن السادسة، أصيب 94 من الأطفال بمرض السكري من النوع الأول. وأصيب 206 آخرون بمتلازمة المناعة الذاتية الجزرية، وبالتالي كانوا معرضين لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري من النوع الأول في السنوات القليلة التالية.

تغطي مجموعات الطعام الـ 34 النظام الغذائي بأكمله، وعندما تم أخذها جميعًا في الاعتبار، ارتبطت العديد من الأطعمة بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

ويقول البروفيسور فيرتانن: "على حد علمنا، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها أخذ النظام الغذائي الكامل للطفل في الاعتبار في نفس الوقت".

وتظهر النتائج أنه كلما زادت كمية الفاكهة أو الشوفان أو الجاودار التي يتناولها الأطفال، زاد خطر إصابتهم بالسكري من النوع الأول.

وعلى النقيض من ذلك، بدا أن تناول الفراولة والتوت الأزرق والتوت البري والتوت الأحمر والكشمش الأسود وغيرها من أنواع التوت يوفر الحماية ضد مرض السكري من النوع الأول، وكلما زاد عدد التوت الذي يتناوله الطفل، قل احتمال إصابته بمرض السكري من النوع الأول.

يقول البروفيسور فيرتانين: "التوت غني بشكل خاص بالبوليفينول، وهي مركبات نباتية قد تخفف الالتهاب المرتبط بتطور مرض السكري من النوع الأول. من ناحية أخرى، قد تحتوي الفاكهة على مواد ضارة لا توجد في التوت. على سبيل المثال، يمكن أن يكون التوت خاليًا من المبيدات الحشرية الموجودة في الفواكه الأخرى".

ارتبط الشوفان والموز ومنتجات الألبان المخمرة (مثل الزبادي) والقمح بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية في الجزر، في حين ارتبطت الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي والقرنبيط والملفوف، بانخفاض خطر الإصابة.

وكانت جميع الارتباطات مستقلة، أي أنها حدثت بغض النظر عن الأطعمة الأخرى التي تم تناولها.

يقول البروفيسور فيرتانين: "من المهم معرفة العوامل الموجودة في هذه الأطعمة المسؤولة عن هذه الارتباطات. هل توجد نفس العوامل المسببة أو العوامل الوقائية في العديد من الأطعمة؟ إذا تم العثور على التوت يحتوي على عامل وقائي معين، على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه المادة أو التوت نفسه لمنع مرض السكري من النوع الأول".

ومع ذلك، فمن السابق لأوانه تقديم أي توصيات غذائية.

ويقول البروفيسور فيرتانن: "إن العديد من الأطعمة التي وجدنا أنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول وعملية المرض تعتبر جزءًا من نظام غذائي صحي، ومن المهم أن يتم تكرار نتائجنا في دراسات أخرى قبل أن يفكر أي شخص في إجراء تغييرات على النظام الغذائي لطفله".