أخبار عاجلة

مقتطف من رواية الروح البيضاء الفصل الأول

مقتطف من رواية الروح البيضاء الفصل الأول
مقتطف من رواية الروح البيضاء الفصل الأول

إلى صديقي منير تمازيغت العزيز لا أنت تستطيع نسيان جمانة ولا أنا أستطيع نسيان الروح البيضاء أنت القصيدة الساحرة وأنا الرواية المشوقة أنت الومضة الشعرية المقتضبة وأنا الخاطرة المسترسلة ؛ أنت الشذرة الفلسفية المركبة وأنا الفلسفة العميقة أنت نزار قباني زمانك وأنا لا أدري من أكون ؟ تشبهني بقدر ما أشبهك؛تشبهني في طفولتي الحزينة ومعاناتي المريرة والكفاح بشجاعة في سبيل قطف زهرة الطموح تشبهني في الحب العذري والوفاء أم لعلني أنا التي أشبهك ويسرني أن أشبهك يامنير أنت أسميتها في ديوانك الأدبي جمانة وأنا أسميته في روايتي الروح البيضاء ابتعدت عنها مضطرا بكل حزنك وأنا الأخرى ابتعدت عنه مضطرة بكل حزني في الحب لا نملك قرار النسيان بسهولة لكن نملك قرار الرحيل بشجاعة لا أنت استطعت نسيان جمانة ولا أنا استطعت نسيان الروح البيضاء قلت إنك في انتظار التي لن تعود أبدا؛وأنا أقول مل فؤادي من حبه ياليتني أنساه ياليتني ما أحببته أكثر من روحي؛ياليتني لم أراه لا في العالم الروحاني ولا العالم المرئي ياليت حبه لم يتحول إلى أكسجين وياليتني أفقد الذاكرة لكي أنساه لكني أخشى أن أنسى نفسي حين أنساه هل تعلم يامنير ماذا رأيت في العالم الأبيض ؟ الفصل الأول من أقوال الروح البيضاء : تعجبني منال كثيرا ولا أهتم بها كثيرا ؛ أحترمها كثيرا ولا أفكر فيها كثيرا أعزها كثيرا ولا أحبها كثيرا أم ربما لا أحبها أبدا كلامها أطيب من العسل يطرب الروح طربا وصدقها فواح كعطر الياسمين؛لكن بعض الأحيان ترعبني بتصرفاتها الغريبة لذلك أبتعد عنها بحذر شديد أشعر بالسعادة ويرقص قلبي فرحا وهي تكتب عني فيخيل إلي أني أحبها أم ربما أحبها ولا أدري لكن سرعان ما أختنق منها وأنساها في بعدها جحيم وبالكبرياء أقاومها وفي قربها ضجر يخنق الأنفاس هي ليست زوجتي ولاخطيبتي ولا حبيبتي إذن من تكون؟هي زميلتي القديرة وصديقتي العزيزة لكن لم أعاملها بطريقة مختلفة عن صديقاتي وزميلاتي العزيزات وكأني أشعر بشيء من الحب تجاهها ؟ وإذا وقعت في حبها لم لا أتقبل فكرة الزواج بها ولم أنا حائر بين ضفة النار والماء ؟ جعلتني معلقا في حبل الحيرة وبعثرت كل أفكاري حيث لا أفهم أي طريق أختار ؟أريدها ولا أريدها لا أنا أستطيع أن أقول لها انطردي ولا أنا أستطيع أن أقول لها كأيام الماضي لاترحلي؛لا أفهم لم أنا حائر بالرغم أن الرواية بسيطة جدا ؟أدرك أنها جميلة ومثقفة وطيبة وعزيزة لكن لم أنا مستاء منها بقدر ما أنا بحاجة إلى وجودها؟لم لا أستطيع البوح لها لتبقى ولم أجدني ما عدت أستطيع التعبير لها بعفوية عن قيمتها الكبيرة في عيني هل أنا خائف من اضطرابها العصبي أم من المستقبل أم من لسانها الطويل أم من فلسفتها الدقيقة أم من عتابها الطويل أم ليست هي الأنثى التي كنت أبحث عنها ؟ربما لا أحبها !!!!! لا أدري كيف دخلت حياتي ولم دخلت حياتي ؟ وياليتها لم تدخل حياتي أبدا بالرغم أنها زينتها كثيرا من تكون منال إنسية أم جنية؟لا أحكي لها معظم تفاصيل حياتي ولكنها تقرأ شخصيتي من تعابير وجهي هل هي جنية تسكنني أم إنسية تقتفي آثاري؟ غريبة هي!!! لا أنا أستطيع الاقتراب منها ولا أنا أستطيع الابتعاد عنها لأن طريقنا مسدود أخبره يامنير أني لن أعود إلى يوسف لأني ماعدت أتحمل العناد والكبرياء ولن أنتظره بأمل إلى حين يفكر صحيح أحببت روحه كثيرا ومازلت أحبه ولا أعرف السبب الدقيق؟لكن سأدعو الله في كل سجدة لكي أنساه لأن أقصى حلمي هو أن تموت ذكرياته في أعماقي أخبره يامنير أني لست مجنونة ولا قارئة الفنجان أنا فقط أنثى رأته في عالم الأرواح وشعرت بطاقته الإيجابية قبل أن يروقها شكله أخبره أن الحاسة السادسة تتفتح بقراءة سورة النور والتسبيح لله بخشوع؛حينها يحس القلب بكل الأرواح الطيبة بالرغم من جل سلبياتها في عالم الأرواح نرى الماضي بالأبيض والأسود أحيانا نصيب القراءة وأحيانا نخطئ يعتقد السحرة أننا نسخر الجن لخدمتنا لكن نحن لا نؤمن بما يغضب الله لأننا نرى بنور الله ما لايراه المنافقون لذلك يحسدوننا كثيرا ولعلني رأيت في العالم الروحي أنه كائن زهري متعدد المواهب وشديد الذكاء؛أناني الطباع قليلا ومتقلب المزاج كثيرا إذ لايستقر على رأي واحد طيب القلب ومسالم لأبعد الحدود وعنيد إلى درجة عدم تقدير النصائح لأنه لايدرك مصلحته هو بين السذاجة والذكاء غالبا شديد الذكاء وأحيانا شديد الغباء لأنه مرفوع في عالم اللاوعي كائن يتنازل عن حقوقه أحيانا ويجرح الآخرين بأسلوبه الجاف بلا قصد لأنه أناني ولاينتبه إلى تصرفاته في عالم الأرواح رأيت أنه يجلب بطاقاته الإيجابية الحظ للكثيرين؛في حين لايجلب الحظ لنفسه لأنه محسود في عالم الإنس ومتبوع في عالم الجن ولن يفيض رزقه إلا إذا قرأ القرآن وحافظ على صلاته في الوقت المحدد شرعا وإلا سيبقى حائرا في الحب واختيار شريكة الحياة؛ أخبره يامنير أن السبيل لتحقيق أحلامه هو القرآن والصلاة وإلا سيغوص في الهلاك والعذاب لا أتنبأ بالمستقبل لأنه في علم الغيب ومن تطاول على قراءة المستقبل عقابه عسير عند الجبار؛ إلا أني أشرت إلى النتائج السلبية المألوفة التي يتعرض لها الكائن الزهري في عالم الزهريين إما ينتصر الخير على الشر إما الشر على الخير ؛هو الآن بين الخير . بقلم منال بوشتاتي


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إحياء الحوارات الصحافية القديمة
التالى الإعلامية والكاتبة منال بوشتاتي في حوار