محليات قطر : سفيرة كندا : قطر شريك موثوق في الأوقات الصعبة

نافذة على العالم - محليات

14

الدوحة - قنا

 نوهت سعادة السيدة إيزابيل ماري كاترين مارتن سفيرة كندا لدى الدولة بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى كندا، مشيرة إلى أنها فرصة مهمة لتسليط الضوء على أولويات التعاون الثنائي، خاصة أن العمل جار بشكل وثيق على عدد من الملفات.

وقالت سعادة السفيرة، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن قطر شريك موثوق لبلادها في الأوقات الصعبة، معربة عن الرغبة في تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية معها، خاصة في ظل الفرص الواعدة في مجموعة من القطاعات مثل التقنيات النظيفة والزراعة والصحة وعلوم الحياة وتكنولوجيا المعلومات.

وأشادت سعادتها بالدعم القطري لبلادها في عدد من المجالات من ضمنها ما قامت به الخطوط الجوية القطرية خلال جائحة كورونا /كوفيد-19/ من إعادة لـ 15 ألف كندي من أكثر من 10 دول بين أبريل ويوليو 2020، هذا إلى جانب دعمها في إجلاء المواطنين الكنديين من أفغانستان في عام 2021.

وأوضحت مارتن أن زيارة سمو الأمير إلى كندا تأتي في وقت مهم، حيث يصادف عام 2024 الذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى جانب كون سموه أول قائد خليجي يزور كندا منذ 30 عاما على الأقل، وهو ما يدل على الرغبة في تعميق الشراكة بين البلدين إلى أعلى المستويات مع قطر.

وأشارت إلى أنه في مايو 2024، أضفى البلدان الطابع الرسمي على التزامهما بهذه العلاقة من خلال توقيع مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية الثنائية السنوية، حيث عقدت الجلسة الأولى في مايو الماضي في الدوحة ويتواصل البناء عليها، منوهة بأن بلادها وقعت مع دولة قطر اتفاقية تعاون دفاعي عام 2021 بهدف تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين وتوفير إطار شامل لتنسيق مختلف أنشطة التعاون الدفاعي بما في ذلك عمليات السلام والعمليات الإنسانية وتدريب الأفراد.

ولفتت سعادة السفيرة مارتن إلى أهمية مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى، لا سيما تلك التي تتم على مستوى القادة في توفير فرص لبناء علاقات ثنائية وبناء الثقة، مما يسمح للبلدين بتحديد سبل جديدة للنهوض بالأولويات المشتركة، كما أنها فرصة رائعة للاطلاع أكثر على الفرص المتوفرة لكندا، مستعرضة في السياق مساهمة بلادها في تعزيز قدرات قطر في مجال الأمن الغذائي.

وحول حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، أوضحت سعادة السيدة إيزابيل ماري كاترين مارتن سفيرة كندا لدى الدولة في تصريحها لـ/قنا/ أن مستوى التجارة بين كندا وقطر يتزايد بوتيرة جيدة.. وتابعت أنه في عام 2023، كانت قطر من الشركاء التجاريين المهمين لكندا، بإجمالي تجارة بضائع ثنائية بلغت حوالي 427 مليون دولار، وصدرت كندا ما يقرب من 227.5 مليون دولار من البضائع إلى قطر، بما في ذلك خامات الحديد، وطائرات التدريب، والآلات الكهربائية، كما بلغ إجمالي تجارة الخدمات التجارية بين كندا وقطر 51 مليون دولار في عام 2022.

وعن آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين، نبهت سعادة السفيرة إلى أن كندا وقطر تتفقان في رؤاهما السياسية حول العديد من القضايا الدولية، وهناك طرق يمكن من خلالها توحيد الجهود لفعل الخير في العالم في مجالات التعاون الإنمائي والمساعدة الإنسانية، كما أن هناك العديد من الفرص للعمل مع المنظمات الشريكة على الصعيد العالمي للنهوض بأهداف التنمية المستدامة، مثل الحق في الوصول إلى التعليم، ومساعدة أولئك الذين يعيشون في أوضاع متأثرة بالصراع، والمساهمة في التمكين الاقتصادي للشباب.

وبينت سعادة السفيرة أن هناك أيضا فرصا للبلدين للعمل معا بشكل أوثق في قضايا متعددة، فعلى سبيل المثال دعمت كندا وقطر مؤخرا محاولات بعضهما البعض للحصول على مقاعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث يسعى كلاهما إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان على مستوى العالم، بالإضافة إلى ذلك، لدينا هذا العام عدد من الأحداث المخطط لها في الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيسلط وزراء من حكوماتنا الضوء على مساهماتنا المشتركة في المبادرات الهامة التي تقودها اليونيسف ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.

وقالت سعادة السيدة إيزابيل ماري كاترين مارتن سفيرة كندا لدى الدولة إن لدى البلدين العديد من الفرص التي يمكن زيادة التعاون فيهما مثل البنية التحتية والبناء، والنفط والغاز، والدفاع والأمن، والتعليم.

وعن تقييم بلادها للدور القطري في الوساطة وصنع السلام في عدد من الدول مثل فلسطين وأفغانستان والسودان ولبنان وغيرها، أوضحت سعادة السيدة إيزابيل ماري كاترين مارتن سفيرة كندا لدى الدولة أن قدرة قطر على العمل كوسيط وصانع للسلام متجذرة في موقعها الفريد المتمثل في الحفاظ على قنوات الاتصال مع مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، مما يسمح بتسهيل المحادثات الصعبة خلال الأوقات الحرجة، ويجعل قطر شريكا مهما لكندا، لا سيما في حل الصراعات والاستقرار الإقليمي.

وأضافت سعادة السفيرة في تصريحها الخاص لـ /قنا/ "يتجلى الدور الحاسم للجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر - سواء في غزة أو أوكرانيا أو أفغانستان أو غير ذلك - في مواجهة التحديات المعقدة وجهودها لتعزيز السلام في المناطق المضطربة"، مشيدة في السياق "بجهود قطر في تأمين إطلاق سراح المواطن الكندي "كولين" الذي كان محتجزا لدى طالبان 2016. كما تتوجه كندا بالشكر لدولة قطر على مساعدتها في التوسط في خروج الكنديين والمقيمين الدائمين الكنديين من غزة".

وعن مدى توافق الرؤى تجاه معظم القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع في غزة قالت السفيرة الكندية إن البلدين يشتركان في وجهات نظر أساسية متشابهة، حيث يعتقد كلاهما أن أفضل حل للصراعات هو من خلال الدبلوماسية بدلا من العنف، وأنه ينبغي تجنيب المدنيين تداعيات الحرب، مشيرة إلى أن بلادها، فيما يتعلق بغزة، تواصل الانضمام إلى قطر ودول أخرى في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية للمحتاجين في قطاع غزة.

وتابعت سعادة السفيرة أن بلادها قادت مجموعة من الدول في الإعراب عن قلقهم البالغ إزاء مقتل العديد من الصحفيين جراء الحرب على غزة، ودعت جميع الأطراف إلى الامتثال للقانون الدولي وضمان حماية الصحفيين، منوهة بأن هذا تماما ما قامت به قطر من جعل هذه القضية أولوية من خلال بياناتها الخاصة، ومن خلال جلب العديد من الصحفيين إلى بر الأمان في الدوحة.

وأوضحت سعادة السيدة إيزابيل ماري كاترين مارتن سفيرة كندا لدى الدولة في ختام تصريحها لـ/قنا/ أن هذه المواقف تتماشى مع المواقف الكندية كما في حالات مثل أوكرانيا، حيث دان كلا البلدين "الحرب الروسية في أوكرانيا" التي تسببت في دمار ومعاناة للمدنيين، فقد شارك كلا البلدين بنشاط في المحافل الدولية التي تسعى إلى حل مشكلة الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك مؤتمر السلام الأخير الذي عقد مؤخرا في سويسرا، ومن خلال مسارات منفصلة تعمل على لم شمل الأطفال الأوكرانيين الذين تعرضوا للترحيل بشكل غير قانوني.