أخبار عاجلة

أخبار قطر : الاحتلال يرتكب جرائم إبادة في مهد الانتفاضة الأولى

أخبار قطر : الاحتلال يرتكب جرائم إبادة في مهد الانتفاضة الأولى
أخبار قطر : الاحتلال يرتكب جرائم إبادة في مهد الانتفاضة الأولى

الخميس 2 نوفمبر 2023 07:22 صباحاً

عربي ودولي

52

02 نوفمبر 2023 , 07:00ص
alsharq

خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي تفجرت عام 1987، كان مخيم جباليا بقطاع غزة، أول الحجارة وأول الشهداء، واليوم بات «مخيم الثوار» كما يحلو لأبنائه أن يُسمّوه، شاهداً على أفظع جرائم العصر، عندما دكت طائرات الاحتلال الحربية، منازل المخيم المكتظ، فسوّت أحياء كاملة بالأرض، وأبادت عائلات فلسطينية بأكملها.

لمخيم جباليا، تاريخ نضالي يحفظه التاريخ، ويحفظه كل فلسطيني، كما أن الاحتلال من قادته حتى أصغر قاتل فيه، يحفظ أزقة هذا المخيم، التي ذاق فيها الموت الزؤام، على أيدي أطفال الحجارة. إنه أول الحجارة، في يوم الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، فمع خروج الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الثامن من ديسمبر، انفجر صبح الانتفاضة الأولى من مخيم جباليا، فامتدت المتاريس، وارتفعت الأعلام الفلسطينية، وانهمرت الحجارة ترجم غربان الاحتلال من كل مكان، والهدف الشهادة أو النصر، ولا ثالث بين هذا وذاك.

في مخيم جباليا، كان أول الدم، في يوم أول الحجارة، وكان موعد البذار الفلسطيني قد هل، وأصبح ضرورة، فالأرض الفلسطينية المحروثة بعزيمة الأبطال، لا تعطي السنابل قبل أن يذوب قمح الأرض تحت جفون حنانها، فكانت أول الدماء في مخيم جباليا، تفتح الطريق لأول الحجارة دربها في المواجهة، وربما لكل هذا الألق النضالي الفلسطيني، يصب الاحتلال جنونه وغضبه على هذا المخيم، الذي يعطي كل يوم، تموجاً من العطاء والتضحية والصمود على الأرض.

إجرام بلا حدود

مجزرة تلو الأخرى، تصدم العالم بفظاعتها، وتبكي الملايين في أرجاء المعمورة، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الكيان الصهيوني ما هو مجموعة من القتلة، وأن آلته السادية المجرمة لا تستثني طفلاً ولا امرأة ولا مسناً أو مريضاً أو نازحاً، وتتجرأ على المستشفيات والمدارس، دون وازع لإنسانية، أو رادع لضمير.

إجرام عابر للحدود، وعبث بدماء الأطفال والنساء والشيوخ، وجرائم إبادة، شهدها مخيم جباليا، حيث ارتكب السفاحون المجرمون من جيش الكيان الصهيوني، مجازر بالجملة، يندى لها الجبين. على مدار اليومين الماضيين، كان مخيم جباليا على موعد مع مجازر وحشية، ليس لها مثيل في تاريخ الاجرام الصهيوني، فارتقى بفعل القصف الهمجي على منازل المخيم، ما يزيد عن 500 فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، الذين كانوا يبحثون عن الأمان في منازلهم، لكن عبثاً. تناثرت أشلاء الشهداء في أرجاء المخيم، وانهارت الأنقاض على الأبرياء العزل، وتقطعت الجثث إلى أشلاء، وأكوام من اللحم، تعبأ في أكياس، تمهيداً لدفنها في مقابر جماعية، لم تعد تتسع للأعداد الهائلة من الضحايا.




دوافع انتقامية

في توصيف الفاجعة، يقول ناجون من مذابح جباليا، إن للمخيم رمزية نضالية، باعتباره مهد الانتفاضة الأولى، كما أن العديد من أبطاله نفذوا عمليات فدائية ضد الاحتلال في خضم الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) ولهذا فإن جرائم الاحتلال بحق أبناء المخيم، نابعة من دوافع انتقامية، وتصفية الحسابات مع المخيم، الذي استعصى على الاحتلال وآلته التدميرية، في سجالات عدة.

يقول محمـد المقوسي (30) عاماً من مخيم جباليا، والذي نجت عائلته بأعجوبة: الاحتلال يحاول الانتقام من المخيم، الذي تفجرت منه الانتفاضة الأولى، فيقصف بطائراته الحربية، منازل المواطنين وغالبيتها من (الإسبست والصفيح) بكل همجية، وإمعاناً في إجرامه، فهو يختار المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان.

يضيف لـ الشرق: «الاحتلال تعمد قصف منطقة (بلوك 6) وسط مخيم جباليا، وهي أكثر منطقة مأهولة، ما أوقع المئات من الشهداء، وأضعافهم من الجرحى، غالبيتهم بحالة ميؤوس منها، ولم يتورع هذا الكيان المجرم عن قصف اللائذين بالمدارس أو المستشفيات أو المساجد والكنائس. هذه جرائم ليس لها مثيل في تاريخ الإجرام الصهيوني».

عصي على الهزيمة

ويعلق الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، على مجازر مخيم جباليا، فيقول: «لقادة الاحتلال تجارب سابقة مع مخيم جباليا، الذي ظل عصياً على الانكسار أمام آلتهم الإجرامية، ولم يمتثل لأوامرهم، على مر المحطات النضالية الفلسطينية، ولذا فهو يمعن في صب غضبه وانفلاته عليه». ومضى البرغوثي في حديث لـ الشرق: «يخطئ الاحتلال إذا اعتقد أنه بقصف المنازل والتجمعات السكنية، ومسحها عن الوجود، سيفتح الطريق أمام دباباته لدخول قطاع غزة، فالمقاومة التي يسطرها أبناء شعبنا في قطاع غزة، والصمود الأسطوري للأهالي سيفقده السيطرة على مجريات الأمور» مشدداً على أن المقاومة لن تُهزم، رغم حرب الإبادة التي يرتكبها جنود الجبن الصهاينة». وأبان القيادي الفلسطيني أن الحرب العدوانية التي يشنها جيش الاحتلال في غزة، هي ضد الشعب الفلسطيني برمته، وليست ضد فصيل فلسطيني بعينه، كما يزعم إعلامه المسخر لتضليل الرأي العام العالمي، مضيفاً: «سيكتشف الاحتلال الغاشم، أن المقاومة هي امتداد جماهيري وشعبي واسع، في غزة والضفة الغربية والقدس وفلسطين المحتلة عام 48، وسيدرك أن لهذه المقاومة جذور شعبية وجماهيرية، لا يمكن هزيمتها». ويتمسك الفلسطينيون بتجارب التاريخ، وثورات العالم على مر العصور، التي أثبتت أن الهزيمة لا تلحق إلا بالمستعمر المعتدي، وأن الشعوب تنتصر أخيراً، مهما بلغت التضحيات، كما حصل مع الجزائر، التي قدمت المليون ونصف المليون شهيد، ونالت حريتها في نهاية المطاف من المستعمر الفرنسي، وكما صمدت فيتنام في وجه أمريكا قبل أن تخرج منها صاغرة، وكما حطم أطفال الحجارة في مخيم جباليا، نظرية «الجيش الذي لا يقهر» إبان الانتفاضة الأولى.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية


المصدر : أخبار قطر : الاحتلال يرتكب جرائم إبادة في مهد الانتفاضة الأولى

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى محليات قطر : الأرصاد الجوية: طقس حار نهارا وأعلى درجة حرارة 39 مئوية