محليات قطر : "البيت القطري" يجسد التماسك الاجتماعي

محليات

2

الدوحة - الشرق

تقدم فعالية "البيت القطري" في درب الساعي لمحة تاريخية عن البيت التراثي القديم، حيث يجسد بمكوناته التماسك الاجتماعي بين الأسر والعائلات، كما يقدم ملامح مهمة عن حياة الآباء والأجداد في قديم الزمان. ويستعرض البيت القطري قطعا وأدوات منزلية مصنوعة في القرن التاسع عشر. كما يتناول الحياة المنزلية وتصميم البيت القديم وشكل حوش المنزل "الفناء" الذي تطل عليه الغرف المتوزعة حوله والمطبخ، إذ كان البيت بهذا الشكل يعتبر نواة الحياة الأسرية في قطر. ويختلف استخدام غرف البيت باختلاف ساعات اليوم، فعلى سبيل المثال كانت إحدى الغرف بالبيت مخصصة لاستقبال الزوار من النساء في النهار "مقعد"، فيما تستخدم للنوم ليلا. ويعكس بيت العائلة الدور المحوري الذي تلعبه المرأة القطرية من خلال توليها تدبير شؤون الأسرة واهتمامها بالأعمال المنزلية المختلفة مثل الطبخ وإعداد الولائم للضيوف والتنظيف والخياطة والاعتناء بالزينة الشخصية.

ويتضمن البيت القطري توثيقا لحرفة النقدة التي ابدعت فيها الأمهات القطريات، وهو فن تطريز الأقمشة والأزياء المحلية للمرأة القطرية وخاصة غطاء الرأس "المنفع"، باستخدام خيوط فضية وذهبية تسمى "الخوص"، وهي تباع في الأسواق بالوزن لأنها تكون مطلية بماء الذهب أو الفضة وذلك لإضافة لمسة فنية وجمالية عليها. وكذلك برعت المرأة القطرية قديما في صناعة البطولة المحلية وهي غطاء للوجه تلبسه الفتاة من عمر الثانية عشرة وتلبسها مع البخنق وبعد الزواج تلبسها مع النتفع، وخياطة البطولة تسمى في التراث القطري "فرص البطولة"، حيث تصنع البطولة من قماش يطلق عليه المرود ويجلب من دولة الهندي ومنه نوعان هما النيلي والذهبي.

كما يتميز البيت القطري بصناعة القهوة القطرية ذات المذاق الرائع بفضل طريقة إعدادها المميزة، حيث تشكل القهوة القطرية من قرون بعيدة ركنا اساسيا في بنية الثقافة المحلية والعربية وتتميز طريقة تحضيرها وتقديمها بتقالديها المتفردة وطقوسها المتقنة، وذلك نظرا للاهمية الثقافية والتراثية التي تحظى بها القهوة العربية. حيث تعكس القهوة كرم الضيافة الذي يشتهر به المجتمع القطري، كما يمثل تقديم القهوة العربية جزءا أصيلا في تراث الضيافة وإظهار المودة. ولا تقل طريقة صنع القهوة وإضافة المنكهات والمطيبات إليها في أهميتها عن أهمية بشاشة وترحيب المضيف بضيوفه.

وكان للمرأة القطرية أدوار محورية في البيت القطري فبجانب قيامها بمسؤولياتها في المنزل عبر قيامها بممارسة الحرف اليدوية مثل حرفة الخياطة والتطريز حيث إنها من أكثر الحرف اليدوية التقليدية في المنطقة، وصارت مهنة بعض النساء حيث يقمن بخياطة الملابس لنساء الفريج.

وتعتبر النخلة من الاشجار التاريخية التي صاحبت الانسان القطري في مسيرته التاريخية حيث برزت في ذلك الزمان حرفة "سف الخوص"، حيث كان يستخدم صانعو السلال من النخلة مادة خام لصناعة الادوات المنزلية التي تستخدم في البيوت القطرية مثل حصير، والسفرة، وسلال التخزين اجفير، والصحون السرود، والمراوح اليدوية المهفة وغيرها

ويعتبر الطهي الحي أكثر ما يميز الاطباق القطرية، حيث ابرز البيت القطري الطريقة التقليدية للطهي الحي، وفي القديم كان البيت القطري يضم مطبخا خارجيا يعد مكانا لإعداد الولائم الكبيرة للاعراس والمناسبات كما يستخدم لإعداد الطعام وتخزينه، ولطالما شكل الأطعمة المجففة جزءا أساسيا من النظام الغذائي في قطر، ووفقا لذلك فقد احتوى المطبخ القطري التقليدي على مجموعة من الأدوات التي استخدمت في تخزين الحبوب والماء والدقيق والسمك المجفف ومختلف الأطعمة. ويعتبر الماء أكثر العناصر أهمية في البيت القطري حيث يعد المناخ الحار وشح المياه أبرز العوامل التي ظهرت منها الصناعات الحرفية في قطر، خاصة فيما يتعلق بالمحافظة على المياه وتوزيعها، حيث كان الفخار قديما أحد أهم الأساليب لتخزين الماء، وانتشر في ذلك التاريخ استخدام الجرة "الحب". وتضمنت فعالية "الطهي الحي" بالبيت القطري قطعا كانت تستخدم في القرن التاسع عشر.