السبت 10 أغسطس 2024 11:49 مساءً
نافذة على العالم - تحقيق: سومية سعد
لا تزال حوادث الشاحنات على الطرق المرورية تشكل هاجساً مقلقاً، كونها الأكثر في أعداد الوَفَيات والإصابات، إضافة للخسائر المادية في الممتلكات، وتعددت أسباب هذه الحوادث بين الإهمال والسرعة الزائدة واختلال عجلة القيادة، فضلاً عن أن بعض سائقي الشاحنات لا يملكون المهارة والوعي، ومنهم المرضى أو متعاطو المخدرات، لذا طالب عدد من أفراد المجتمع بإجراءات رادعة ضد السائقين المهملين، وأهابت الجهات المعنية بعمل حملات توعية.
وفي محاولة للوصول إلى حلول جذرية للتقليل من هذه الحوادث، التقت «الخليج» مع بعض المعنيين وأفراد المجتمع لبحث كيفية التعامل مع هذه الظاهرة.
يشكو البعض من احتكار الشاحنات لطرق رئيسية، إضافة إلى ممارسات غير مسؤولة من السائقين، ما يستلزم تغليظ العقوبات عليهم وإبعاد كل من يقود مركبة ثقيلة ويقطع إشارة حمراء ويرتكب حادثاً بليغاً، وطالب أحمد المرزوقي «موظف»، بتوحيد توقيتات حظر سير المركبات الثقيلة، وذلك لتلافي تكدس الشاحنات على جانبي الطرق في أوقات مختلفة، ما يتسبب في حوادث قاتلة وهذا كله يخل بالمنظومة المرورية.
طالب حميد البدواوي، بعمل طريق مخصص للشاحنات على الطرق الخارجية، إضافة إلى تحديد نقاط لتنزيل الحمولة بحيث لا تدخل هذه الشاحنات المدن على الإطلاق، فيما أهابت سحر مدني، بالجهات المعنية بتغليظ العقوبات على سائقي الشاحنات، وقالت هند العادلي، إن كثيراً من مستخدمي الطرق التي تشهد حركة نشطة من قبل الشاحنات فقدوا حياتهم لتعرضهم لحوادث خطرة، بسبب التجاوزات الخاطئة من السائقين الشاحنات.
من جانبه، ناشد أحمد العمادي، بضرورة التفتيش المستمر من وزارة التوطين والموارد البشرية على شركات النقل، للتأكد من ساعات العمل حتى لا تتجاوز المدة المسموح بها، لما يشكله ذلك من تعب وإرهاق للسائقين ويؤثر في قدرتهم على التركيز، ما يترتب عليه فقدانهم السيطرة على مقود القيادة ووقوع حوادث أليمة.
- إجراءات السلامة
تسعى إدارات المرور في كل إمارة للقيام ببعض إجراءات السلامة للحدّ من حوادث الطرق المميتة، ومنها حوادث صدم المشاة، بتشديد المخالفات على عبور المشاة من المناطق غير المخصصة، فضلاً عن إقامة جسور مشاة على الشوارع الرئيسية والفرعية، وعمل استراحات لسائقي الشاحنات الثقيلة، وتشغيل رادارات تعمل على قياس مسافة الأمان بين السيارات، كما تكافئ السائقين الذين يتقيدون بقواعد المرور بنظام النقاط البيضاء.
وقالت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، إنها سجلت خلال العام الماضي 2023، وقوع 320 حادثاً مرورياً نتج عنها 8 وفيات وإصابة 339 شخصاً، بواقع 33 إصابة بليغة، و155 متوسطة، و151 بسيطة.
وطالب اللواء سيف مهير المزروعي، مدير الإدارة، سائقي الشاحنات التأكد من سلامة أجزاء الشاحنة وفحص الإطارات والتأكد من سلامة وصلاحية الشاحنة حفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين، ودعا مستخدمي الطريق ومنهم سائقو الشاحنات للالتزام بقواعد وأنظمة السير والمرور، وأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة وضرورة إجراء الصيانة الدورية لمركباتهم، والتأكد من سلامة الإطارات وعدم استخدام الإطارات المستعملة.
كما طالب بضرورة التقيد بحدود الحمولة المسموح بها على سطح الشاحنة، حتى يجنّبوا أنفسهم وغيرهم مخاطر التعرض للحوادث، وما ينجم عنها من إصابات وخسائر في الأرواح والممتلكات.
وشدد على ضرورة انتباه سائقي الشاحنات إلى وضعية الإشارة قبل مسافة كافية، لأن مخالفة كسر الإشارة الحمراء تعد من أخطر المخالفات وتقع غالباً لسببين، إما قلة ثقافة السائق، أو عدم إدراكه كيفية القيادة الآمنة عند الإشارة.
من جانبه، قال اللواء الدكتور محمد ناصر الرزوقي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات بالوكالة، إن كافة المعلومات التي ترد لهم عبر خدمة «عين الشرطة» يتم التعامل معها بشكل فوري مع الحفاظ على سرية صاحبها، وذكر أن الفريق في الخدمة يعمل على مدار الساعة وبعد تحليل المعلومات من محللين في غرفة العمليات يتم تحويلها وفقاً للإدارة التي تتبعها.
فيما ذكر العميد منصور القرقاوي، مدير الإدارة العامة للشؤون الإدارية، أن خدمة عين الشرطة تهدف لتعزيز إسهام أفراد المجتمع في حفظ الأمن والحد من الجريمة، والإبلاغ عن التجاوزات غير القانونية، لأصحاب الشاحنات ورصد الظواهر السلبية، وأشار إلى أنه يمكن استخدام هذه الخدمة عبر تطبيق شرطة دبي على الهواتف النقالة بكل سهول ويسر.
وأوضح العقيد محمد المهيري، مدير مركز القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات، أن المركز على أتم الجاهزية لاستقبال المكالمات على مدار ال24 ساعة، والحرص على العمل بسرعة ودقة للاستجابة للحالات والبلاغات الطارئة.
- الجانب النفسي
يقول علي غازي، طبيب نفسي، إن قيادة الشاحنة عمل مركب يتعرض خلاله السائق لكثير من المواقف والانفعالات التي تتطلب التركيز المستمر، والقدرة على ضبط الانفعال ورد الفعل الملائم دون توتر أو قلق، وإن كثيراً من هذه العوامل لا تتوافر في كثير من السائقين المحترفين، لا سيما الذين يعتمدون على الخبرة والثقة العالية في قدراتهم، ولفتت إلى أن هؤلاء يتسببون في نسبة حوادث تفوق السائقين المبتدئين الذين يلتزمون بالدقة والحذر.
فيما تقول زهرة علي، الاختصاصية الاجتماعية، إنه لا بدّ من نشر التوعية الأمنية بتوزيع المنشورات والتوجيه الدائم، واتخاذ أقصى العقوبات لردع المتهورين.
ويرى إسماعيل الحضري، أن أحد الحلول السريعة لتفادي هذه المخاطر، هي تخصيص أماكن انتظار للشاحنات على الطرق الخارجية، خصوصاً القادمة من أبوظبي تجاه المناطق الشمالية، لأن السائقين يقودون مسافات طويلة، ما يتسبب في شعورهم بالإرهاق، وحين يصادفهم وقت الحظر يضطرون للوقوف على كتف الطريق وهو ما يسبب الحوادث.
من جانبها، تؤكد سيدة الأعمال ندى جابر، أن معظم سائقي الشاحنات ينسون أثناء القيادة أنهم يقودون مركبات كبيرة الحجم تتطلب التحكم في السرعة وعدم التجاوز، لذلك غالباً ما نجدهم يتجاوزون السيارات، وقد يعود السبب إلى رغبتهم في الوصول بسرعة، أو ربما لتعب السائق الذي غالباً ما يقود هذه الشاحنات الكبيرة لمسافات طويلة، ولا يراعي أصحاب الشاحنات أن السائق يحتاج إلى قسط كبير من الراحة.
- إجراءات رادعة
أكد المحامي محمد العوامي المنصوري، أن الخوف من العقاب، هو إحدى الأدوات الرادعة لحقن الدماء على الطرق وتحقيق السلامة المرورية، لذا لابدّ من الجزاءات سائقي الشاحنات غير الملتزمين بقوانين السير والمرور التي تضمنها القرار الوزاري رقم (178) لسنة 2017 بشأن قواعد وإجراءات الضبط المروري، ومن أبرزها المخالفة رقم (5) التي حددت غرامة 3 آلاف درهم، ووقف رخصة السائق لمدة سنة، تبدأ من تاريخ سحب الرخصة، لمن يقود مركبة ثقيلة بطريقة تعرض حياته أو حياة الآخرين أو سلامتهم أو أمنهم للخطر، أو يقود مركبة ثقيلة بطريقة تلحق ضرراً بالمرافق العامة أو الخاصة.
- 5 مخالفات للشاحنات في دبي
أكدت الإدارة العامة للمرور بالقيادة العامة لشرطة دبي، أن هناك خمس مخالفات استحدثت لأول مرة في إطار تعديلات اللائحة التنفيذية، تتعلق بالمركبات الثقيلة، نظراً لما تمثله حوادث هذه المركبات من خطورة وأضرار كبيرة في البنية التحتية، فضلاً عن عرقلة حركة السير لفترة طويلة.
المصدر : أخبار العالم : حوادث الشاحنات.. هاجس مقلق وخسائر في الممتلكات
أخبار متعلقة :