محليات قطر : قطر وتركيا.. حرص مشترك وتعزيز العلاقات الإستراتيجية

نافذة على العالم - محليات

46

الدوحة - الشرق

تجمع دولة قطر والجمهورية التركية علاقات استراتيجية قوية، تطورت عبر التاريخ منذ تأسيسها عام 1973 حتى الآن، في ظل حرص مشترك ومستمر على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بمزيد من الشراكات النوعية التي تزيد التكامل التجاري والاقتصادي ويحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وجاء احتفال البلدين في شهر يوليو 2023 بالذكرى الـ 50 لتأسيس العلاقات، التي تحولت إلى علاقة استراتيجية، من خلال التوقيع على أكثر من 100 اتفاقية بين البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف القطاعات مثل: الاقتصاد، والصناعة، والدفاع، والأمن، والاستثمار، والطاقة، والتكنولوجيا، والثقافة، والملكية الفكرية، والجامعة، والشباب.

وتعتبر الشراكة الاستراتيجية بين قطر وتركيا تعد من أبرز الشراكات وأنجحها على مستوى العلاقات بين الدول، بفضل الكثير من العوامل والقواسم المشتركة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والتوجهات والمبادئ التي تحكم هذه العلاقات وتسير بها نحو تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم فضلا عن الرؤى المشتركة إزاء مختلف القضايا والمواقف المتضامنة على مختلف الصعد.

ويعد المجال الاقتصادي أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما حتى نهاية عام 2022، ما يقارب 1.8 مليار دولار، وتسعى الدولتان إلى زيادة هذا الرقم إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2025. وتشكل الشركات التركية حضورا كبيرا في قطر، حيث تتواجد أكثر من 760 شركة تركية في قطر، وفي المقابل تعمل حوالي 200 شركة قطرية في تركيا، فيما بلغ حجم الاستثمارات القطرية في تركيا 33.2 مليار دولار، وبلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية في البنية التحتية القطرية 22 مليار دولار.

وتمتلك قطر أسهما في العديد من الشركات التركية؛ من أبرزها شركة BMC المصنعة للمحركات والدبابات، حيث تملك قطر 49.9% من أسهم الشركة، كما تملك استثمارات في العديد من الشركات والمشاريع التركية، وعلى رأسها مشروع قناة إسطنبول المخطط تنفيذه خلال السنوات المقبلة.

وكان سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركية لدى دولة قطر أكد أن علاقة بلاده مع قطر تشهد تطورا غير مسبوقٍ في كل المجالات، في ظل أواصر الصداقة والأخوة الراسخة بين البلدين والشعبين، معتبرا أن التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي والشراكة الأمنية والعسكرية، تظهر العلاقات التاريخية بين قطر وتركيا، في ظل توافق رؤى قيادتي البلدين وتعزيز الثقة المتبادلة، وتفضيل العمل المشترك فيما بينهما في القضايا الثنائية والإقليمية".

ووصف سعادته، في تصريحات سابقة، العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين بـ "القوية والمتينة"، وأكد أن قطر وتركيا تتبعان سياسة خارجية مشتركة، تعتمد على دعم العدالة والمضطهدين، والترويج للقيم الإنسانية، والوقوف على الحق. وقال في هذا السياق: "ما يميز علاقة تركيا وقطر هو التزامهما المشترك بدعم العدالة والروح التضامنية. هذا النهج يمثل مصدر أمل للشعوب المظلومة في منطقتنا وفي جميع أنحاء العالم".

وشدد السفير على أن اشتراك تركيا وقطر في نفس الأهداف الداعمة للاستقرار الإقليمي والدولي، جعل البلدين الشقيقين يعطيان الأولوية للدبلوماسية والحوار والسلام، كما شدد على أن قطر وتركيا، يجمعُهما مصيرٌ مشترَك، وعلاقتهما مبنية على أسس ثابتة قوامها الاحترام المتبادل، والأخوة الصادقة، والوقوف مع الحق، فضلا عن التعاون الثنائي ورعاية المصالح المشتركة.