أخبار قطر : المطالبة بإنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في النزاعات

نافذة على العالم - محليات

0

الدوحة - الشرق

سلط مؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الضوء على الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية. تنتهك هذه الهجمات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ومطالبة الحكومات بإتخاذ إجراءات محدّدة لحماية الصحة في سياق النزاعات المسلحة.

يحمي القانون الدولي الإنساني الرعاية الصحية في مناطق النزاع، ويضمن سلامة الكوادر الطبية والمنشآت ووسائل النقل لتقديم الرعاية دون تمييز، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية زيادة مروّعة في وتيرة وحجم وتأثير الهجمات على النظم الصحية، بما في ذلك البنى التحتية والعاملون في مجال الرعاية الصحية، في بلدان مثل السودان وغزة ولبنان وميانمار وأوكرانيا وهايتي ومنطقة الساحل.

يتأثر الأشخاص الأكثر ضعفًا في مجتمعاتنا، الذين يعتمدون بشكل كبير على الخدمات الصحية، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعيشون مع أمراض مزمنة وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة، تأثرًا مُباشرًا بالهجمات على الرعاية الصحية، مما يحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية والمنقذة للحياة عند الحاجة إليها.

قال الدكتور ريتشارد برينان، المدير الإقليمي للطوارئ في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، وهو المؤلّف الرئيسي للتقرير: لا بد من استجابة جريئة ومنسّقة للتعامل مع هذه الحقائق، فمن الضروري أن تتعاون وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني مع مجتمع الرعاية الصحية لأجل تبنّي موقف أكثر قوة ضد الهجمات التي تستهدف الخدمات الصحية أو تؤثّر عليها بشكل مباشر. ويجب اتخاذ خطوات حازمة لتعزيز القانون الدولي الإنساني واحترامه، ووضع حد للإفلات من العقاب على نطاق واسع، وإدراج حماية الرعاية الصحية ضمن برامج الصحة والعمل الإنساني.

حجم الهجمات على الرعاية الصحية

وفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، اعتبارًا من عام 2024، رُصد أكثر من 120 نزاعًا مسلحًا بمختلف أنحاء العالم، شملتْ 60 دولة و120 جماعة مسلحة غير حكومية، وقد وثّقت منظمة الصحة العالمية، منذ عام 2018، أكثر من 7 آلاف حادثة هجوم على الرعاية الصحية، راح ضحيتها ما يزيد على 2200 من العاملين الصحيين والمرضى، وأصيب أكثر من 4600 شخص في 21 بلدًا وإقليمًا يعاني من أزمات إنسانية معقّدة، كما سُجّلت خلال هذه الفترة أكثر من 1600 حادثة من حوادث عرقلة تقديم الخدمات الصحية.

يستعرض التقرير أمثلة من مناطق متضررة، منها إقليم الكونغو، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وغزة، وأفغانستان، وباكستان. وتُعد الإحصاءات الواردة من غزة صادمة؛ حيث وثقت منظمة الصحة العالمية 516 هجومًا على الرعاية الصحية بين 7 أكتوبر 2023 و25 سبتمبر 2024، مما أثر بشدّة على المنشآت الصحية وحدّ من قدرتها على تقديم خدمات الطوارئ لعلاج أكثر من 96 ألف إصابة والتصدي لتفشي أمراض مثل التهاب الكبد والإسهال وشلل الأطفال الناجم عن اللقاحات، وارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، إضافة إلى الخدمات الصحية الروتينية كالتطعيمات ورعاية الأمومة وعلاج الأمراض المزمنة.

إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية

وأوصى خبراء الصحة بضرورة إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في النزاعات، وتعيين مقرر خاص من الأمم المتحدة معني بحماية الصحة في النزاعات المسلحة، وتحسين توثيق الهجمات على الرعاية الصحية بما يشمل تأثيرها على الصحة العامة.

ومن الإجراءات الوطنية بناء القدرات في مجالات الدبلوماسية الصحية والإنسانية، ودمج القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في المناهج التعليمية، ومعالجة الآثار الجسدية والنفسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية.