نافذة على العالم

محليات قطر : مناظرات قطر تبني جيلاً من قادة الحوار

الأحد 5 نوفمبر 2023 09:20 صباحاً

محليات

62

05 نوفمبر 2023 , 07:00ص

الدوحة - الشرق

نجح مركز مناظرات قطر في نشر ثقافة المناظرة، التي تعزز الوعي المجتمعي بأهمية التحاور والتناظر بعيدا عن التعصب والتحزب والتطرف والانحياز، بما يؤسس لبناء مساحات الحوار المرتكزة على المنطق واحترام الآخر. واستطاع المركز على مدى 15 عاما من مسيرته أن يحقق إنجازات رائدة بلغت آفاق العالمية، حيث أطلق مجموعة برامج أكاديمية وبحثية مثل ماجستير المناظرة في الفقه المقارن بالتعاون مع جامعة الزيتونة، كما يعمل المركز  على تقديم الدعم الفني لتأسيس أندية المناظرات في الجامعات والمدارس . ولعل الإنجاز الأكبر الذي يفخر به المركز هو انتشار رسالته متمثلة في أفراد وبرامج مستدامة، كما أن برامج مركز مناظرات قطر أصبحت جزءا حيويا وفعّالا من النظام التعليمي. ويمكن الجزم بأن مركز مناظرات قطر أصبح المؤسسة الرائدة عالمياً في مجال المناظرات باللغة العربية.  مسيرة عطاء المركز وإنجازاته الرائدة ومستقبله نتعرف عليها في هذا الحوار الشامل مع  الدكتورة حياة عبدالله معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر:

 في ظل تصاعد التوترات الدولية وزيادة الصراعات في العالم، كيف يمكن لمركز مناظرات قطر أن يكون نموذجًا لتعزيز الحوار والتفكير المنطقي في هذا السياق؟ هل يمكن اعتباره رائدًا في تعزيز الفهم المتبادل والسلام؟

 للأسف يشهد عالمنا اليوم العديد من حالات الاستقطاب والتعصب للرأي والتطرف، مما تنتج عنه صراعات ونزاعات واعتداءات مؤسفة. في مركز مناظرات قطر نؤمن بأن الكلمة لها دور في تشكيل الوعي، ونؤمن بأن خلق مساحات الحوار المبني على المنطق واحترام الآخر بين الأفراد له دور أساسي في تشكيل الوعي ومجابهة الاستقطاب والتعصب، لأن إعمال العقل والتعاطي مع مختلف القضايا بمنظور ناقد يتيح للإنسان أن يخرج من قوقعة الانغلاق والتحيز، وهذا تحديداً ما نعمل عليه في مركز مناظرات قطر عبر نشر فن المناظرة، والحمد لله نجحنا عبر الخمسة عشر عاماً الماضية في تأسيس شبكة واسعة من المتناظرين والباحثين والمهتمين أفراداً ومؤسسات محلياً وعربياً وعالمياً، وأطلقنا سلسلة واحة الحوار لتكون منصة مفتوحة لتبادل الآراء ووجهات النظر وتمكين الشباب، ولا نزال مستمرين في السعي نحو تحقيق رسالتنا وإيصالها بأفضل طريقة ممكنة.

البرامج الأكاديمية والبحثية

 ماذا تعني لكِ فتح آفاق جديدة في المجال الأكاديمي من خلال المناظرات، وما الأثر الذي يسعى المركز لتحقيقه في مجالات الأبحاث والجامعات؟

 منذ نشأة مركز مناظرات قطر ونحن ننظر للمناظرة على أنها ممارسة أكاديمية من الدرجة الأولى سعينا لإدماجها في المناهج التعليمية بطرق عديدة، فأساسيات المناظرة والمهارات التي تنميها تتقاطع بشكل واضح جداً مع مختلف العلوم والتخصصات، ولو بحثنا في التراث الإسلامي لوجدنا الكثير من المخطوطات التي تتناول موضوع «آداب البحث والمناظرة» كعلم أساسي لتأهيل العلماء سابقاً، وهو ما يشبه في عصرنا الحالي «مناهج وطرق البحث». ومن هذين المنطلقين أطلق مركز مناظرات قطر مجموعة من البرامج الأكاديمية والبحثية مثل ماجستير المناظرة في الفقه المقارن بالشراكة مع جامعة الزيتونة في تونس، وزمالة مناظرات قطر البحثية، والمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار. ولعل أبرز الأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلال هذه البرامج هو التعمق في فهم المناظرة والحوار والحجج من منظور أكاديمي بحثي، ودراسة تجارب تعليم المناظرة وتوظيفها كأسلوب تعليمي في مختلف التخصصات، وإعطاء التراث العربي والإسلامي حقه من البحث والدراسة فيما يتعلق بالمناظرة والحجج ليساعدنا على الوصول إلى رؤية أعمق وأكثر شمولية.

المناظرة واللغة العربية

 مع انتشار فكرة المناظرات باللغة العربية في دول غير عربية، ما إستراتيجيتكم لدعم هذا الانتشار؟ هل تركزون على نشر اللغة العربية أو تعزيز ثقافة المناظرة والحوار نفسها؟

 بطبيعة الحال حرص مركز مناظرات قطر دوماً على تحقيق كلا الأمرين ولا تعارض بينهما، فالتقاطعات موجودة بين نشر اللغة العربية عبر المناظرة وتعزيز ثقافة المناظرة والحوار في مختلف الأوساط والسياقات. واستراتيجية المركز في نشر المناظرة باللغة العربية في الدول غير العربية واضحة وفعالة ولله الحمد إذ إنها تتمحور حول بناء الإنسان وتمكين الناشطين في مجال المناظرة عبر العديد من البرامج المتنوعة والمتكاملة مثل برنامج بناء القدرات وأكاديمية النخبة والسفراء والبطولات الدولية والإقليمية وطرح مقررات دراسية ضمن برامج تعلم اللغة العربية في الجامعات، كما نركز على تقديم الدعم الفني لتأسيس أندية المناظرات في الجامعات والمدارس، وبالتالي مأسسة هذا النشاط بصورة واضحة ومستدامة.

ثورة في عالم الحوار

 من بين الإنجازات التي يمكنك أن تفخري بها خلال السنوات الماضية، ما هو الإنجاز الذي تعتبرينه الأكبر؟ هل هناك أمثلة على أشخاص أو مشاريع أو شراكات تعكس نجاح المركز وتعتبر من أكبر نتاجاته؟

 مركز مناظرات قطر كلٌ متكامل برسالته ومتناظريه وجمهوره. أؤمن أن كل المشاريع التي قدمناها مهمة ونوعية، ولربما كل مشروع منها هو الأهم في وقته وسياقه، والمشاريع يبنى بعضها على الآخر، فالإنجاز الأكبر الذي نفخر به هو انتشار رسالتنا متمثلة في أفراد وبرامج مستدامة، نسأل الله التوفيق في الحفاظ على استمراريتها وتطويرها الدائم.

تطوير الكفاءات الوطنية

 كيف يمكننا رؤية تأثير مركز مناظرات قطر على المستوى المحلي، وكيف يمكن للمركز أن يكون مرتبطًا بشريحة واسعة من مجتمع قطر؟

 أنشطة وبرامج مركز مناظرات قطر اليوم جزء حيوي وفعّال من النظام التعليمي على عمومه في قطر عبر البطولات والدوريات التنافسية والورش التدريبية المستمرة على مدار العام. وشراكاتنا مع مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية موجودة وفاعلة ومستمرة بالعطاء في تطوير الكفاءات الوطنية. والمتناظرون الذين بدأوا معنا وهم طلبة صغار أصبحوا اليوم مؤثرين في قطاعات مختلفة وحيوية في مؤسسات الدولة، ساهمنا في زرع بذرة الحوار والتفكير الناقد في كل منهم، ونفخر اليوم بهم وبإنجازاتهم. مركز مناظرات قطر اليوم وبفضل الله وتوفيقه ترك أثراً إيجابياً بشكل مباشر أو غير مباشر على كل مؤسسة تعليمية وكل فئات المجتمع في دولة قطر.

الرؤية الواضحة

 بعد مرور خمس سنوات إضافية، ما رؤيتك الشخصية لمستقبل مركز مناظرات قطر؟ وما الإنجازات والتحسينات التي تأملين تحقيقها ورؤيتك لتطور المركز؟

أن يستمر مركز مناظرات قطر في عطائه وألقه كونه المؤسسة الرائدة عالمياً في مجال المناظرات باللغة العربية، وتسخير جميع السبل والموارد لنشر رسالته في إثراء الحوار وتمكين العقول، عالمنا اليوم أحوج ما يكون لنبذ قيم التعصب والعنصرية ومحاربة التضليل، واستثمارنا في الإنسان هو الخطوة الأهم في سبيل تحقيق ذلك. وأعتقد أن هذه الرؤية تتحقق عبر ثلاث ركائز: أولاً عبر استدامة البرامج القائمة والتي أثبتت نجاحها على مدى السنوات الماضية، ثانياً عبر رفدها ببرامج وشراكات نوعية من شأنها أن تضمن مواكبة المركز لاحتياجات المجتمع وتطلعات جمهور المناظرات محلياً وعالمياً، وثالثاً عبر توجيه جميع البرامج لتتمحور حول الاستثمار في إرث المركز وابتكار الطرق لاستدامة هذا الإرث.

دور المرأة في المناظرات

 ما الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في تعزيز المناظرات والحوار في المجتمع، وهل لديكم مبادرات لدعم مشاركة النساء في هذا المجال؟

 دور المرأة في تعزيز المناظرات والحوار في المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجل، فبالإضافة لأهمية كل فرد من أفراد المجتمع في نشر الوعي وتحمل المسؤولية تجاه القضايا المجتمعية والعالمية الملحة، تتبوأ المرأة بمجتمعنا بمهمة تربوية جليلة. فما تقوم بها الأمهات ضمن منظومة الأسرة، والمعلمات ضمن منظومة المدرسة، هو الغراس الأول في تنشئة الإنسان وإطلاق إمكانياته وقدراته. اليوم وبعد استطلاع الإحصائيات والأرقام في مختلف أنشطة المناظرات عالمياً فإن نسبة مشاركة المرأة في أنشطة المناظرات العربية محلياً وإقليمياً ودولياً أكبر بفارق واضح من مشاركتها في المناظرات الإنجليزية في الولايات المتحدة أو في بطولة العالم لمناظرات المدارس باللغة الإنجليزية على سبيل المثال، وهذا يدل على نجاح مركز مناظرات قطر في ضمان شمولية برامجه وتوفير المساحات المناسبة لكل فئات المجتمع على حد سواء.

تحفيز الشباب

 كيف تقيمون تأثير المناظرات على تحفيز الشباب لتحمل المسؤوليات؟

 الشباب أثبتوا مراراً وتكراراً اضطلاعهم بمسؤولياتهم المجتمعية، فببساطة المناظرة تقدم للشاب أسلوب ومنهجية تفكير تحثه بشكل مباشر على الاهتمام بالشأن العام وقضايا مجتمعه والعالم. المتناظرون اليوم هم سفراء لمختلف القضايا المجتمعية والعالمية. لدينا إيمان بأن كل متناظر هو حامل لرسالة سامية في البحث عن الحقيقة والسعي نحو إحداث الفارق الإيجابي.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

المصدر : محليات قطر : مناظرات قطر تبني جيلاً من قادة الحوار

أخبار متعلقة :