نافذة على العالم

محليات قطر : خبراء بيئيون لـ الشرق: دهس الروض مخالفة تدمر الغطاء النباتي

السبت 4 نوفمبر 2023 07:22 صباحاً

محليات

28

04 نوفمبر 2023 , 07:00ص

نشوى فكري

حذر عدد من خبراء البيئة من خطورة دهس الروض بعد هطول الأمطار، وخاصة أنها تتسبب في تدمير النباتات والشجيرات التي تبدأ في النمو والازدهار خلال هذا الموسم من كل عام، مؤكدين على أن الحفاظ على البيئة مسؤولية مجتمعية، باعتبارها إرثا وطنيا يجب الحفاظ عليه... وقالوا لـ «الشرق» إن هناك جهودا كبيرة لوزارة البيئة والتغير المناخي في الحفاظ على البيئة وتكثيف الحملات التوعوية، ولذلك يجب التعاون معها في هذا الشأن، وذلك من خلال اتباع التعليمات حتى لا يتعرض المخالفون للمساءلة القانونية، مشيرين إلى أن الوزارة ستنظم الشهر المقبل ملتقى الحياة الفطرية النباتية، ويجب على الجميع المشاركة فيه... وأشاروا إلى أن مرتادي البر يقع على عاتقهم دور كبير في الحفاظ على البيئة، وذلك من خلال عدم دخول المركبات للروض والمسطحات النباتية، واستخدام الطرق الممهدة والمسارات المحددة للسيارات، وعدم العبث بالتربة والنباتات، وذلك بهدف الحفاظ على دورة نمو النباتات والأعشاب في الروض وإعطائها الفرصة للنمو والاخضرار.

نوه الدكتور محمد سيف الكواري، المستشار الهندسي والخبير البيئي بمكتب سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، أنه بعد سقوط أمطار الخير على البلاد يوم الخميس الماضي، والتي عمت الكثير من الروض وأوجدت مساحات من المياه، مشيرا إلى أنه من المتوقع بعد أيام أن هذه الروض ستخضر وتنبت بها الشجيرات الصغيرة، خاصة وأن هناك بذورا موجودة في باطن الأرض تنتظر هذه المياه حتى تنمو... وقال إن وزارة البيئة والتغير المناخي دائما ما تدعو إلى حماية الغطاء النباتي، ولذلك تعكف خلال الشهر القادم على تنظيم ملتقى الحياة الفطرية النباتية، ويتحدث الملتقى عن أهمية حماية وصون الغطاء النباتي بالدولة، منوها إلى رسالة الوزارة أنه يجب على كل مواطن ومقيم بالدولة ضرورة المحافظة على البيئة وعدم دهس الروض، خاصة وأننا مقدمون على مرحلة ستخضر فيها الأراضي وتنبت الشجيرات، والتي تنتظر سنوات لتنبت، بينما الدهس يدمرها ويقتلها في لحظات، ويجب التأكيد على أن المحافظة على الروض والنبات البرية المحلية باعتبارها إرثا وطنيا.. وتابع قائلا: ندعو الجميع بضرورة الحفاظ على هذه النباتات البرية المحلية مثل السدر والغاف والعوسج فهي نباتات مهددة بالانقراض، ولذلك يعتبر المطر فرصة لنمو الحياة البرية، ويجب على مرتادي البر الابتعاد عن الروض وعدم الجلوس عليها حتى نعطي هذه النباتات الفرصة لتنمو وتزدهر.

وأكد د. الكواري أن المحافظة على البيئة مسؤولية الجميع، ولذلك فإن وزارة البيئة تبذل جهودا حثيثة للمحافظة عليها من خلال تكثيف التوعية، وعلينا جميعا أن نساهم في العمل على اخضرار البر القطري، مما يساعد بيئتنا في التغلب على تحديات التغير المناخي.

شعار إكسبو

بدوره قال الدكتور سيف الحجري، الخبير البيئي، إن أمطار الخير قد جاءت في الوقت المناسب، حيث إنها تتزامن مع بداية إنبات ونمو النباتات بشكل كبير، معربا عن أمله أن تستمر الأمطار خلال الفترة القادمة، الأمر الذي يساهم في استمرار نمو النباتات في الروض والبر القطري، خاصة وأنه خلال هذه الفترة بدأ موسم الزراعة، وكذلك فترة الترويج للمزروعات وأشجار الزينة... وتابع قائلا: نتمنى أن يستمر نمو النباتات حتى تتحول إلى صحراء خضراء، وحتى نصل إلى شعار المعرض الدولي للبستنة إكسبو 2023 الدوحة «صحراء خضراء.. بيئة أفضل».

سلوكيات إيجابية

وأكد أنه حتى يتم تحقيق الاستفادة من هذه الأمطار، يجب على أفراد المجتمع أن يسلكوا سلوكا إيجابيا، ويتمثل ذلك في عدم دخول الروض أو دهسها بالسيارات بعد سقوط الأمطار، وكذلك تجنب الجلوس عليها بشكل مباشر، وعدم رمي المخلفات خاصة خلال أوقات الإنبات، وكذلك يجب الحذر من إشعال النار أو قطع الأشجار، وذلك حتى نعطي النباتات فرصة للنمو والاخضرار مرة أخرى... وأردف د. الحجري قائلا: ندعو رواد البر، والمخيمين بضرورة المحافظة على البيئة، وعليهم المشاركة من خلال العمل على زراعة نباتات برية، بحيث تكون هذه الزراعة عشوائية، وليس على شكل صفوف، وذلك حتى نحاكي الطبيعة، بحيث يجب الاستمرار في زراعة النباتات المحلية القطرية مثل العوسج والغاف والسدر، خاصة وأنها نباتات معمرة ولا تحتاج إلى عناية بعد فترة قصيرة.

عقوبات مشددة

من جانبها أكدت المحامية لولوة عبد الغني الحداد، أنّ قانون حماية البيئة شدد العقوبات بشأن مكونات الحياة الفطرية، والمحميات الطبيعية، واعتبر التعدي على البيئة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، مشيرة إلى أن القانون قد أكد على أن دهس الروض مخالفة يعاقب عليها القانون، ومن يقوم بذلك يعرض نفسه للمسألة القانونية، خاصة أنّ المادة (7) من قانون رقم (32) لسنة 1995 بشأن منع الإضرار بالبيئة النباتية ومكوّناتها تنصّ على حظر مرور السيارات والمعدات والآليات عشوائيًا. ويقتصر مرورها على الطرق المخصصة لها، تجنّبًا للعقوبة التي تنص عليها المادة (9) من نفس القانون والتي تنص على الحبس مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن ألفَي ريال ولا تزيد على عشرين ألفَ ريال، أو بإحدى هاتَين العقوبتَين، وتضاعف العقوبة في حالة العودة، ومصادرة وسائل النقل والآلات والمعدات المستعملة في ارتكاب المخالفة، كما تحكم بإلزام المحكوم عليه في الجريمة بالتعويض المناسب عن الأضرار والخسائر التي تلحق بالبيئة النباتيّة من جراء ارتكابها.

مساحة إعلانية

المصدر : محليات قطر : خبراء بيئيون لـ الشرق: دهس الروض مخالفة تدمر الغطاء النباتي

أخبار متعلقة :