الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 05:35 مساءً
نافذة على العالم - محليات
74
الدوحة - قنا
ثمن سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” تعاون دولة قطر وشراكتها الكبيرة والمتميزة مع المنظمة في كافة مهامها ومجالات عملها، لافتا إلى أن قطر من الدول المؤسسة للمنظمة والفاعلة في تنفيذ أنشطتها وبرامجها، وهو ما يميز فعلا العلاقة بين الجانبين.
وقال سعادة الدكتور ولد أعمر، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: “إن دولة قطر تشغل الآن منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/ للدورة المقبلة (2024 – 2026)، وإنها شريك فاعل في المنظمة من خلال الأنشطة التعليمية والتربوية والثقافية التي نظمتها أو التي هي ستنفذها قريبا بالتعاون مع /الألكسو/ ومن بينها مؤتمر خاص بالخيل العربية، وأيضا ملتقى للأوبرا، هو الأول من نوعه بالمنطقة العربية، وذلك بالشراكة مع مؤسسة الحي الثقافي /كتارا/، فضلا عن عدة أنشطة ومؤتمرات أخرى ذات صلة، يتم تتويجها بمؤتمر وزراء التربية العرب بالدوحة في يناير المقبل”.
وشدد سعادة المدير العام لمنظمة /الألكسو/ على أن الأهداف الكبيرة واللافتة التي حققتها قطر في مجالات التعليم والتربية والثقافة والأنشطة الأخرى المرتبطة بها ومنها مجال البحث، تعد مثالا حيا لبقية الدول العربية، لأن تلك المنجزات الكبيرة والعديدة تحتاج لحزم وإرادة وعدة وسائل لتجاوز تحدياتها، وقال إن ذلك ما نجحت فيه قطر بتوجيهات قيادتها الحكيمة.
وأضاف: “علينا كدول عربية أن نستغل هذا الاستعداد القطري وهذه الإرادة المتميزة، وتسخير الجهود للاستفادة من هذه التجربة القطرية الناجحة”.
ونوه بأن حجم الفعاليات العربية في قطاعات التربية والتعليم والثقافة التي استضافتها أو ستستضيفها قطر خلال المرحلة المقبلة ودعمها الكبير للمنظمة يؤكد أن المنظمة تعمل دائما على ما هو مشترك بين الدول العربية، الأمر الذي يتعين معه المحافظة على هذا الزخم من الأنشطة المذكورة، وعلى الأهداف الكبرى التي أنشئت من أجلها المنظمة.
وحول مغزى استضافة دولة قطر، ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، للنسخة الرابعة من أولمبياد الرياضيات العربي خلال الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر الجاري، أشار سعادة الدكتور محمد ولد أعمر إلى أن /الألكسو/ لديها جملة من الأهداف الثقافية والتربوية والبحثية، التي تسعى وتحرص من خلالها على اكتشاف المبدعين والمبتكرين والمكتشفين ورعايتهم، كقامات عربية مستقبلية، وخلق روح التنافس الإيجابي بين الطلاب العرب، وتشجيعهم ليصبحوا مبتكرين ومبدعين مستقبلا.
ولفت إلى أن ما يميز النسخة الرابعة من أولمبياد الرياضيات العربي في قطر، التي أحسنت تنظيمها وضيافة المشاركين فيها، مشاركة كل الدول العربية فيها، ما يعد من أهم مؤشرات نجاحها، وثمن في سياق ذي صلة هذه الاستضافة، وحسن تعاون وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وتنسيقها المتميز مع /الألكسو/ في الإعداد الجيد للأولمبياد.
واستعرض سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/ في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ التحديات العديدة التي تواجه الدول العربية في مجالات العلوم والتربية والثقافة، وبخاصة الدول العربية التي تعاني من أزمات وحروب، ما يؤثر بشكل كبير ويؤدي إلى تدمير التراث المادي وغير المادي، وطمس الهوية العربية الثقافية، وإلى الهجرة والنزوح والتسرب من الدراسة.
ودعا في هذا الصدد إلى المحافظة على الأهداف الكبرى التي أنشئت من أجلها المنظمة، والتي يندرج في سياقها موضوع اللغة والهوية والثقافة العربية، لكنه نبه إلى أن ذلك لا يعني التقوقع ورفض الآخر، مؤكدا ضرورة المحافظة على كل ما هو إيجابي في الثقافة العربية، والتأقلم في الوقت ذاته مع الثقافات الأخرى.
وقال سعادة الدكتور محمد ولد أعمر: “هذا ما تسعى إليه المنظمة من خلال تشجيعها ودعمها للملفات المشتركة بين الدول العربية، والعمل على دعم الثقافة العربية، وإقامة الأسابيع الثقافية العربية سواء في الدول العربية أو خارجها”.
وأضاف: “إن التحديات تشمل أيضا تحدي الأمية وانتشارها حيث تعاني منها بعض الدول العربية بنسبة 50 بالمائة، بجانب التحدي التكنولوجي والتحدي في مجال البحث العلمي، وإعادة ترتيب الأولويات واستفادة الدول العربية من تجارب بعضها، وكذا تحد خاص بالمناهج التربوية لتستشرف من خلالها الدول العربية المستقبل”.
وأكد سعادته أن على الدول العربية، وهو ما تسعى إليه المنظمة، استشراف المستقبل بشأن كل ما يتعلق بالتكنولوجيا والتحدي التكنولوجي والاتصال، كما ينبغي على المناهج العربية أن تستشرف المستقبل كذلك، وتكون قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية في المستقبل.
وبين أن منظمة /الألكسو/ تعمل باستمرار على تنظيم المؤتمرات الثقافية، ودعم الدول العربية في مثل هذه المجالات، واكتشاف التجارب المتميزة بالتنسيق معها والعمل على تعميمها، وكذا دعم الدول العربية التي بها ظرف خاص، بفعل الحروب أو الهزات السياسية والاجتماعية التي تتعرض لها، ومساعدتها بشكل مباشر ماديا وفنيا لإلحاقها بالركب في المجالات التي تحتاجها، بالتعاون مع وزارات التربية فيها، وإشراكها في المؤتمرات والملتقيات ودعمها بالخبرات العربية.
ونبه سعادة الدكتور محمد ولد أعمر إلى أن الثقافة والتعليم من المجالات التي تعطي أكلها أساسا في وقت السلم، وليس عند الحروب، مشددا على أن /الألكسو/ لا تريد إلا السلام، وأن الدول العربية ومن خلال شراكاتها تسعى إلى ذلك عن طريق الثقافة والتعليم، ومؤكدا أن الثقافة العربية هي ثقافة سلم وسلام.
وردا على سؤال حول أبرز المشاريع والمبادرات الثقافية التي أطلقتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” في الأشهر الماضية، أوضح سعادة الدكتور محمد ولد أعمر في حواره مع /قنا/، أن من بينها البدء في إعداد نظام مرجعي عربي للغة العربية، يكون موجها للناطقين وغير الناطقين بها.
وبين في هذا السياق أن كل لغات العالم مثل الصينية والألمانية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية وحتى الإيطالية وغيرها، لدى كل منها نظام مرجعي باستثناء اللغة العربية، مبرزا أن هذا النظام سيعطي للغة العربية ميزة وتنافسية كبيرة ، بالإضافة إلى البعد التكنولوجي، الذي توليه المنظمة اهتماما كبيرا لخدمة الإنسان والبرامج التربوية.
وأوضح في هذا الصدد أن المنظمة تعمل على إيجاد ميثاق خاص للذكاء الاصطناعي بالدول العربية، بجانب صندوق للبحث العلمي الذي أطلقته وتقوم به منذ سنوات، وبموجبه تعمل على تعزيز آليات البحث العلمي بالدول العربية، والتنسيق مع مراكز البحث العلمي بها، والمساهمة مع جامعة الدول العربية واتحاد الجامعات العربية بهذا الخصوص.
وقال سعادته: “إن من بين التحديات أيضا ضعف المنشور والإصدارات والبحوث العلمية العربية على مستوى العالم، وهو ما تعمل على تجاوزه المنظمة من خلال جملة من الإجراءات قامت وستقوم بها مستقبلا، إضافة إلى المناهج التربوية والدعم التنسيقي وجهود الدول العربية وغير ذلك من الجهود الثقافية المشتركة ذات الصلة”.
ونوه بأن من الملفات التي قطعت فيها المنظمة خطوات كبيرة هو تسجيل كل ما هو مشترك عربي بين الدول الأعضاء، مثل الخط العربي والنخلة، والعمارة الطينية، والنقش على المعادن، والحناء، والإحياء الدائم للعواصم الثقافية العربية، ودعمها اللامشروط للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولمدينة القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية وتوأمتها مع عواصم عربية أخرى، علاوة على دعم المنظمة لأنشطة وملفات وشراكات عربية أخرى كثيرة ذات صلة، لنشر وخدمة الثقافية والهوية العربية.
وأشار إلى أن لدى المنظمة في هذا الصدد اتفاقية جيدة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” واتفاقية أخرى مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” في إطار الدول الإسلامية غير العربية واتفاقيات أخرى مع مجموعة من الشركاء بينهم والدول العربية تقاطعات مشتركة.
كما استعرض سعادته الجهود التي تقوم بها المنظمة فيما يعنى بالمخطوطات العربية والترجمة من وإلى اللغة العربية من خلال مكتبها في دمشق ومركزها في الرباط الذي ترجم حتى الآن حوالي 50 معجما، كاشفا أن المنظمة تعد الآن لإطلاق المعجم العربي الإلكتروني بالإضافة إلى إطلاق بنك المصطلحات العربية قريبا، في حين تم من خلال معهد الخرطوم الدولي للغة العربية التابع للمنظمة، ويعمل حاليا عن بعد، جراء الظروف التي يمر بها السودان، تخريج 15 ألف سفير ناطق باللغة العربية، وكذا إحياء يوم اللغة العربية في 18 ديسمبر كل عام على المستويين المحلي والدولي.
ودعا سعادة الدكتور ولد أعمر، في ختام حواره مع /قنا/، الدول العربية إلى العمل الجاد لتجاوز كافة التحديات التربوية والتعليمية والثقافية والتراثية وفي مجال البحث العلمي، والاتفاق بشأنها وتوحيد الجهود وترتيب الأولويات نحو استشراف المستقبل وتحقيق تلك الأهداف في أسرع وقت ممكن.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية