الجمعة 8 مارس 2024 11:10 مساءً
محليات
84
الدوحة - موقع الشرق
أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أنها أياما معدودة وساعات محدودة ويحل بساحة المسلمين ضيف كريم، وموسم عظيم جعله الله سبحانه وتعالى ميدانا يتنافس فيه المتنافسون ومضمارا يتسابق فيه الصالحون، ومجالا لتهذيب النفوس وتزكية القلوب ذلكم يا عباد الله هو شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام، شهر القرآن والذكر والدعاء شهر الجود والكرم والعطاء، شهر يتقرب فيه المسلمون إلى الله بأنواع الطاعات وصالح الأعمال والقروبات، جاء في الحديث الصحيح الذي يعد أصلا في جواز تهنئة الناس بعضهم بعضا برمضان، فقد أخرج أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "لما حضر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها، فقد حرم".
وأكد الخطيب أن شهر رمضان، تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه الزلات، وتمحى فيه السيئات، يعتق العباد فيه من النيران، من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، اختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الطاعات، ووعد عليه سبحانه وتعالى بجزيل الأجر وعظيم الثواب، جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فيقول الله تبارك وتعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك".
في الصيام عباد الله تحقيق التوى والعبودية لله في أسمى صورها وقهر النفوس وإذلالها وتربيتها على حسن الاستجابة والامتثال لأوامر الله وتربية الضمائر على مراقة الله وخشيته "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، في الصيام مواساة للفقراء ومشاطرة للمساكين إذ يتعظ المسلم بصيامه وحاجته إلى الطعام والشراب أياما، يبقى أياما معدودة وساعات محدودة، يشعر بحال الفقراء والمساكين، وأصحاب الحاجات، قيل ليوسف عليه السلام أتجوع وأنت على خزائن الأرض، قال إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع، كيف لا يا عباد الله، وشهر رمضان شهر الجود والعطاء وخير الناس عباد الله من ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، تزداد فرحتهم بدخوله، فيشمرون عن ساعد الجد، ويجتهدون في الطاعة بشتى أنواعها، من صيام وقيام وتلاوة للقرآن، وتسبيح واستغفار، وذكر وتصدق وإحسان، قال ابن عباس رضي الله عنهما يصف حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، قال "كان النبي عليه الصلاة والسلام أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل" حديث رواه البخاري.
وحث الشيخ عبدالله النعمة المسلمين قائلا: عباد الله جددوا التوبة، وأخلصوا النية، واعلموا أن بلوغ رمضان أمنية عظيمة، وهدف نبيل، وغاية سامية فاحمدوا الله عباد الله، يا من على وشك أن يبلغكم الله هذا الشهر المبارك، اغتنموا هذه الفرصة، تعرضوا لنفحات ربكم، تعرضوا للمغفرة والرضوان فيه.
وأضاف الخطيب: اعلموا رحمكم الله أنه يجب على المسلم أن يبتغي بصيامه وجه الله سبحانه وتعالى، ويخلص في نيته، جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه"، والصوم الحقيقي عباد الله هو صيام الجوارح، وسكون القلب، فإن الصوم وقاية لصاحبه من اللغو، والرفث والآثام، ولذا قال عليه الصلاة والسلام "وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم". حديث رواه البخاري.
والرفث هو الفحش في القول والعمل، والصخب هو الخصام والصياح ثم اعلموا رحمكم الله أن شهر رمضان شهر الحب والوئام شهر الرحمة والمغفرة والعفو المسامحة كونوا فيه أسرع الناس إلى الخير وأقربهم إلى الطاعة وكونوا من أوسع الناس صدورا وأرحم قلوبا وألين نفوسنا وأندى ألسنة وأبعد عن المخاصمة والمشاتمة والسباب، اغفروا الزلة واكظموا الغيظ وتجاوزوا عن المخطئين فتلك أسمى معاني الصيام التي يجب أن يتربى المسلم عليها، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه".
ونوه الشيخ عبدالله النعمة أن شهر رمضان، شهر مبارك، شهر التاريخ والأمجاد والانتصارات، شهر فخر الأمة وعزها في بطولات قادها الأخيار في غزوة بدر، وفتح مكة، نخوة المعتصم، ونصر صلاح الدين فيه ذكريات وأمجاد تهتز لها القلوب بهجة وترتفع بها النفوس عزا، ومع استذكار هذه الذكريات واسترجاع هذه الأمجاد يأتي للأسف ما تعيشه الأمة هذه الأيام في بعض أقطارها ومواقعها من اضطرابات وفتن وحرب على مقدساتها، وتطاول على ممتلكاتها من عدو لا يرغب في مؤمن إلا ولا ذمة، فلا أقل عباد الله من أن ندعو للأمة والمسلمين في بقاع الأرض بالنصر والتمكين والعزة والكرامة، فإن مجالا مدافعة الحروب قد اتسع، نواجه العدو بكل ما نستطيع، "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" من قوة اللسان والبيان، من قوة السياسة والإعلام، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لهذه الأمة النصر في هذا الشهر.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : الشيخ عبدالله النعمة: جددوا التوبة وأخلصوا النية واعلموا أن بلوغ رمضان أمنية عظيمة