الخميس 5 سبتمبر 2024 11:51 مساءً
05 سبتمبر 2024, 9:26 مساءً
للعام الثاني عشر تُخلّد الراحلة الأميرة "صيتة بنت عبدالعزيز" الأثر الاجتماعي في مختلف مناطق المملكة، من خلال إطلاقها جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميّز في العمل الاجتماعي، وما تحتويه من برامج ومبادرات وملتقيات ومراكز اجتماعية ومنصات إلكترونية ومشاركات مجتمعية، جعلها من أهم وأبرز رواد العمل الاجتماعي، بل وجعلها داعمًا كبيرًا لأصحاب العقول النيّرة ورواد العمل الاجتماعي، وأصحاب الهمم العالية.
كرنفال ورعاية
في كرنفال كبير احتضنته "الرياض" ليلة الأمس، وبرعاية وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس أمناء جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي المهندس أحمد بن سليمان الراجحي؛ أعلنت "الجائزة"، عن إطلاقها الدورة الثانية عشرة تحت عنوان (الاستثمار الاجتماعي.. تعاظُم أثر)، خلال حفل تكريم الفائزين بالجوائز الاجتماعية لعام 2024، وذلك امتدادًا للجائزة الكبرى التي تُكرّم فيها رواد العمل الاجتماعي من جهات وأفراد عبر فروعها الستة، وتحظى برعاية ملكية في كل عام.
وبالعودة لمسارات الجوائز "الاجتماعية" التي كانت كرنفال ليلة الأمس، وجاءت لتُغطي سائر المسارات التي لا تُغطيها الجائزة الكبرى، وامتدت لتصل لجميع شرائح المجتمع بمختلف مجالاتهم وأعمارهم؛ عبر عدة مسارات، شَمِلت: "جائزة أم الجود، جائزة المواطنة المسؤولة، جائزة تنسيق، جائزة تحفيز"، وأطلقت في هذا العام مسارًا جديدًا ينطلق في نسخته الأولى "صيتاثون".
أصدقاء صيتة
قال الأمين العام لـ"الجائزة" الأستاذ الدكتور فهد بن حمد المغلوث عن هذه المناسبة": مُنذ تأسيس الجائزة التي تحمل اسم الراحلة "صيتة بنت عبدالعزيز" – رحمها الله – وهي تُولي اهتمامًا كبيرًا بمجال العمل الاجتماعي والتطوعي، بل وأسهمت في رفع الوعي لدى أفراد المجتمع، وفي تعزيز وتشجيع المسؤولية المجتمعية لدى منشآت القطاع الخاص.
ووجّه الدكتور "المغلوث" الدعوة إلى الجميع للمشاركة في الجائزة والاستفادة من مزاياها، معلنًا عن فتح التسجيل في الانضمام إلى عضوية "أصدقاء صيتة" التطوعي إحدى مساهمات الجائزة، ومتمنيًا للجميع التوفيق في هذه الجائزة التي تحمل اسم خلّد الأثر في العمل الاجتماعي.
جائزة "أم الجود"
حظيت الجوائز "الاجتماعية"، في مختلف مساراتها بتفاعل كبير مُنذ إعلان انطلاقتها، حيث اهتمت جائزة "أم الجود" التي أقيمت في دورتها الخامسة لهذا العام 2024م، بتكريم أصحاب المحتوى الهادف في توعية المجتمع، وسُجِّلت من نصيب "مالك بن حمود الجميلي" في مجال التوعية بالتقنية والمعرفة الرقمية، وحلَّ ثانيًا "محمد بن مسلم الجهني" في مجال التوعية بالثقافة العامة.
جائزة "المواطنة المسؤولة"
سجَّل مسار "المواطنة المسؤولة" مشاركة واسعة، باعتباره موجّهًا لتنمية القدرات البشرية للنشء، ويُقام في دورته الثالثة، ويستهدف الطلاب والطالبات من 7 - 18 عامًا من أبناء وبنات التعليم العام.
وحازت الطالبة "ريوف بنت عبدالرحمن الزهراني" من تعليم منطقة الباحة المركز الأول في المرحلة الثانوية، من خلال مبادرتها المتمثلة في ابتكار "جهاز حساس ومستشعر لمساعدة المكفوفين على السير بأمان"، وقالت في حديثها لـ"سبق": "اختياري لهذه الفئة باعتبارها من أكثر الفئات التي لا يتم تسليط الضوء عليها أو النظر في احتياجاتها، وهدفت من خلال هذه المبادرة لمساعدتهم على ابتكار جهاز لمراقبة معدل درجة الحرارة أو قياس نبضات القلب لديهم، وكذلك مساعدتهم للسير بكل أمان".
وفي المرحلة المتوسطة، فازت الطالبة "فرح بنت فهد النعيم" من تعليم المنطقة الشرقية بالمركز الأول في المرحلة المتوسطة، من خلال مبادرتها المتمثلة في ابتكار "قميص ذكي للأشخاص المصابين بمتلازمة داون"، حيث يُساعد المصابين من هذه الفئة على التعبير عن مشاعرهم، وكذلك مراقبة الحالة الصحية لهم؛ كمتابعة درجة الحرارة أو قياس نبضات القلب، وغيرها من الخِدمات الذكية.
وعن فكرة الابتكار، قالت "النعيم" في حديثها لـ"سبق": ساعدني التخصص الأكاديمي لوالدتي، ما جعلني قريبة من هذه الفئة وأشعر بأنهم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الابتكارات التي لمست أثرها، وحظيت بتقدير الجائزة وحصولي المركز الأول على مستوى المملكة، وبلا شك أطمح لتطوير ابتكاري واحتضانه لدى مسرعة أعمال، وكذلك أنا أرى هذا الطموح يصل إلى العالمية، وأن أكون اسمًا فاعلاً في المجتمع.
وفي المرحلة الابتدائية، فازت الطالبة "الزين بنت سلطان السهلي"، من تعليم منطقة الحدود الشمالية "عرعر" المركز الأول على مستوى المملكة، وقدّمت مبادرة "بصيرة"، التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يُعانون بسبب الإعاقة البصرية وصعوبات التعلّم أو اضطرابات نقض الانتباه وفرط النشاط.
وقالت "السهلي"، في حديثها لـ"سبق": تكمُن فكرة التطبيق في الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال الطب، حيث تُساعد هذه التقنية على تحليل الصور للتفاعل مع المرضى لمساعدة الأشخاص الذين يُعانون بسبب الإعاقة البصرية وصعوبة التعلّم، كما يمتاز "بصيرة" بعدة مزايا تجعله فريدًا من نوعه ويُقدّم الدعم لهم، ويُمكّن المرضى من الاتصال بالتطبيق عن طريق الهاتف المحمول أو الحاسوب اللوحي والحصول على الدعم اللازم.
جائزة "صيتاثون"
وأطلقت الجائزة في دورة هذا العام "صيتاثون" كأحد البرامج الوطنية التي تهدف إلى تعزيز المبادرات المجتمعية وتفعيلها وتجويد مخرجاتها لدى الشباب ليُصبحوا صُنّاع مبادرات وقادة ورواد عمل اجتماعي، وفاز بجائزة هذه المبادرة فريق "بواسل المدينة التطوعي" التابع لإدارة التعليم بالمدينة المنورة.
وعن هذا الفوز، أوضح قائد الفريق، وائل بن زين فاخرجي في حديثه، قائلاً: شاركنا بمبادرة القراءة المتجولة التي تستهدف أفراد المجتمع صغارًا وشبابًا، بهدف التوعية بأهمية القراءة، واستثمار الوقت، والاستمتاع بها في الأماكن العامة لتحفيز الذهن والتغذية المعرفية السليمة، وبناء المهارات الحياتية والقدرات؛ مما يجعل هذا الجيل القارئ أكثر وعيًا وإدراكًا.
وأضاف: نفذنا في وقتٍ سابقٍ بأحد الأماكن العامة في المدينة المنورة، فكرة "القراءة المتجولة" من خلال إنشاء نقاط متنقلة في الأحياء، وتحوي قصصًا للصغار وكتبًا ثقافية وعلمية لفئة الشباب، وتم تعزيزها بالتقنية من خلال إنشاء مكتبة إلكترونية؛ تضم كتبًا متنوعة يستطيع الجمهور تصفّحها من خلال "الباركود" والاستفادة من خدِماتها.
جائزة "تنسيق"
أما جائزة "تنسيق" التي تُعد نافذة الأعمال الخيرية لمساهمة الجهات الخيرية أو ما يُسمّى بـ"القطاع الثالث"، فكانت من أهم الجوائز الاجتماعية المستمرة في دورتها الثالثة، وجاءت بعد اطلاق منصة إلكترونية تحمل اسم "مركز التنسيق الاجتماعي"، بهدف التكامل بين جهود العمل الاجتماعي، وتُقدم الجائزة لأفضل جهة تُقدّم خدمات اجتماعية من حيث العدد والنوعية والاستمرارية على مستوى العام، وفازت جمعية المدينة للتوحّد (تمكّن) بلقب الجائزة، بينما حلّت جمعية البر الأهلية بمحافظة الحجرة بمنطقة الباحة في المركز الثاني.
جائزة "تحفيز"
أخيرًا جائزة "تحفيز" التي تُعنى بتكريم أفضل مبادرة وطنية في الأيام الوطنية، بهدف حث الجميع وتحفيزهم على المشاركة في هذه المحافل الوطنية، وتُقام في دورتها الثانية، وجاءت هذه "الجائزة" من نصيب جامعة أم القرى، حيث قدّمت "التاريخ والتراث" في يوم التأسيس لعام 2024.
تخليد للذكرى ونافذة للعطاء
في عام 2012م، تأسست جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، تخليدًا لذكرى الراحلة – رحمها الله – واستمرارًا لنهجها الإنساني الذي عُرِفت به؛ حتى أصبحت تُعرف بـ"أم الجود"، و"أم المساكين"، حيث تحظى "الجائزة" في كل عام بالتنوّع في مبادراتها وبرامجها ومختلف مساراتها، حتى أصبحت نافذة من نوافذ العمل الاجتماعي الذي يُسلط الضوء على الإنجازات البارزة التي تعكس روح المجتمع السعودي المتكاتف، وتأتي امتدادًا للنهج المبارك والمتين من قادة بلادنا، بدءًا من عهد المؤسس "الملك عبدالعزيز" وصولاً لهذا العهد الميمون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين – حفظهما الله – حيث دعموا العمل الاجتماعي وشجّعوا عليه، بل كان ذلك جزءًا مهمًا وركيزة من ركائز رؤيتنا الطموحة 2030م.
أخبار متعلقة :