نافذة على العالم

أخبار العالم : غزة تحترق والضفة تنزف.. والفلسطينيون يقاومون التهجير

الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 07:14 صباحاً

عربي ودولي

28

07 نوفمبر 2023 , 07:00ص

مشهد تشييع الشهداء في الضفة الغربية أصبح أمراً مألوفاً

رام الله - محمـد الرنتيسي

أكثر ما يزعج دولة الكيان الصهيوني، التي تواصل عدوانها الهمجي على قطاع غزة، هو الوجود الفلسطيني المتجذر في الأرض الفلسطينية، والذي يشكل شوكة في حلق أطماعهم التوسعية، وبعد شهر على العدوان، لا يزال الفلسطينيون يسمعون أفكاراً صهيونية متطرفة، تحلم بتهجير الفلسطينيين عنوة وبقوة السلاح، عن أرضهم، موطن الآباء والأجداد.

من أمثلة ذلك، دعوة ما يسمّى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، لتهجير الفلسطينيين، وتحديداً أهالي قطاع غزة إلى أسكتلندا، ومن بعده دعا ما يسمّى وزير التراث عميحاي الياهو، إلى ضرب غزة بالقنبلة النووية، أو ترحيل سكانها إلى أيرلندا، هذا في وقت يؤكد فيه قادة الاحتلال معارضتهم لإدخال أية مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، كما أن موقعاً إلكترونياً إسرائيلياً قال: إن إسرائيل اقترحت على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من خلال زعماء دوليين، الموافقة على تهجير فلسطينيين من غزة إلى مصر، الأمر الذي رفضه الرئيس السيسي، مؤكداً معارضته الشديدة له.

هذه بعض من حقيقة المواقف الصهيونية، لأن قادة الاحتلال يعرفون أن وجود الفلسطينيين هو ما يثير القلق لديهم، ويهدد وجودهم، وهذه الأحلام التي يصفها الفلسطينيون بـ»الغبية» تؤكد أنهم في دولة الكيان، لا يفهمون إلا لغة القوة، وأنهم يتعامون عن التاريخ والحقائق والواقع، وأن القوة العسكرية العمياء، التي يستعرضون بها على الأطفال والنساء، و»بيوت الصفيح» لن تدوم ولن تطول، ومصيرها في النهاية إلى الفشل والانتهاء، سواء طال الزمان أم قصر.

يقول القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي: «الحقيقة الإنسانية التي يرفض قادة الاحتلال الاقتناع بها أو التعايش بموجبها، هي أن هذه الأرض للفلسطينيين، وهم فوقها باقون وصامدون مهما اشتد العدوان، وتعاظمت التضحيات»، مبيناً أن الأسوأ من هذا التجاهل الإسرائيلي الأعمى، أنهم يرفضون على الدوام، الدعوات والمقترحات الفلسطينية والعربية والدولية التي تدعو إلى السلام والعيش المشترك والحقوق المتساوية، بل على العكس تماماً، ولأسباب تتعلق بغطرسة القوة، يعتقدون أن قوتهم العسكرية دائمة، وأنها ستظل هي المسيطرة، ويتجاهلون حقائق التاريخ القوية الواضحة، والتي تؤكد أن القوة الغاشمة إلى زوال في النهاية، ولا يبقى غير الحق الذي يعود لأصحابه».

يضيف لـ الشرق: «قادة الاحتلال على مر الزمان، أعمتهم القوة والتوسع، وما زالوا يحلمون بالمستحيل، وآخر هذه الأحلام هي دعوة المتطرف بن غفير، إلى تهجير الفلسطينيين إلى أسكتلندا، ويحلم هو وأمثاله القادمون إلى بلادنا من كل بقاع الأرض، أن هذه الأرض لهم، وأن الخلاص من الفلسطينيين يكون بتهجيرهم، بينما الاقتراح الأصح هو أن يعود كل مستوطن على الأرض الفلسطينية، إلى البلاد التي جاء منها، ويبقى أصحابها الفلسطينيون فوقها إلى الأبد، وكل من لا يستوعب هذا المنطق، عليه أن يكف عن الحديث السخيف و»الكلام الفارغ» بتهجير أصحاب الأرض».

واللافت هذه الأيام، أن قادة الاحتلال أخذوا يهددون الفلسطينيين بالرحيل، ليس فقط من قطاع غزة، وإنما أيضاً من الضفة الغربية، ولعل توزيع الأسلحة الرشاشة على المستوطنين في الضفة الغربية، كما جرى في الأيام الأولى للعدوان على غزة، هو ما يثير قلق الفلسطينيين من تهجير جماهيري، أو ربما مجازر جماعية.

وفي هذا الإطار، حذر المحلل السياسي محمـد دراغمة، من عمليات تهجير ومجازر في الضفة الغربية، مبيناً أن جيش الاحتلال هو من فتح جبهة الضفة، بهدف الانتقام من الفلسطينيين، لافتاً إلى استشهاد نحو 155 فلسطينياً في الضفة الغربية خلال شهر، فضلاً عن مئات الجرحى، وأضعافهم من المعتقلين، حيث تنفذ قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في كل ليلة، منذ بدء العدوان على غزة.

يوضح دراغمة: «خلال شهر قتل جيش الاحتلال نحو 155 فلسطينياً، بعضهم قتل لمجرد قيامه بإشعال إطار، ولم يلق حجراً، أو زجاجة حارقة، وحتى لو لم يكن هناك مواجهة مفتوحة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية، فإن الفلسطينيين في هذه المناطق فقدوا الحد الأدنى من الأمن الشخصي، لأن قوات الاحتلال تمارس الانتقام بحقهم.

ومضى يقول: «الهدف المركزي للعدوان، هو الانتقام من قطاع غزة، بتحويله إلى مدينة خيام ومقابر وركام، وتحويل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة عن بعضها، لتسهيل ابتلاعها».

ويصف مراقبون الأوضاع في الضفة الغربية، بأنها «نكبة جديدة» محذرين مما يتعرض له الفلسطينيون على يد عصابات المستوطنين، خصوصاً في الأرياف الفلسطينية، حيث تم ترحيل مواطنين عن أراضيهم، بقوة السلاح، كما جرى في قرى جنوب الخليل.

ويعربد المستوطنون في قرى وبلدات الضفة الغربية، وبعضهم يرتدون (زي الجنود الاحتياط) فيعتدون على الكبار، ويروعون الصغار، ويدمرون الممتلكات، ويصادرون الأراضي، بل إن وقاحتهم، بلغت حد محاولة دفن أحد موتاهم في أراضي بلدة بيتا جنوب نابلس، الأمر الذي تصدى له الأهالي بكل بقوة، ودفعوا ضريبته من دمائهم.

وحسب منظمات حقوقية دولية، فقد هُجر خلال شهر من العدوان على قطاع غزة، ما يزيد على 850 فلسطينياً، يقطنون في 32 قرية، ومن بينهم 13 مجتمعاً ريفياً تم تهجير سكانه بالكامل، فيما أعداد المهجرين تتزايد يوماً إثر يوم.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار العالم : غزة تحترق والضفة تنزف.. والفلسطينيون يقاومون التهجير

أخبار متعلقة :