أخبار عاجلة

جحيم العصر

جحيم العصر
جحيم العصر

الأحد 10 نوفمبر 2024 09:08 مساءً

  • مـقـالات
جحيم العصر

سناء السعيد

سناء السعيد

إنه الجحيم الذى يجسده الكيان الصهيوني اليوم حيث يمضي فى غلوائه ليمارس الإبادة الجماعية سواء فى الأراضى الفلسطينية أو فى لبنان. يشجعه على ذلك أن المجتمع الدولى تحول إلى متفرج لا يحرك ساكنا بعد أن اكتفى بالمشاهدة والإدانة اللفظية، وهذا رغم المذابح التى ترتكبها الآلة الصهيونية فى قطاع غزة وجنوب لبنان. ومؤخرا أضافت إسرائيل إيران إلى قائمة الاستهداف، لتكون المحصلة أكثر من مائة وستين ألف شهيد ومصاب فلسطينى، وأكثر من ستة آلاف شهيد ومصاب لبنانى، وعشرات الإيرانيين. ورغم الارتفاع المطرد فى عدد الضحايا فإن المجتمع الدولى استمرأ الفرجة وآثر عدم التحرك من أجل وقف هذه المهزلة.




إسرائيل الملتحفة بالعار استهدفت المستشفيات، واعتقلت الأطباء، وضربت مخيمات النازحين، وهدمت المبانى والمنشآت السكنية على رؤوس من فيها. دمرت البنى التحتية من طرق ومحطات كهرباء، ومحطات مياه وصرف صحى. دمرت الأخضر واليابس بطريقة وحشية. وكان غريبا أن تستهدف المستشفيات، والنموذج مستشفى "كمال عدوان" الذي استهدفته واحتجزت مئات المرضى، واعتقلت الطواقم الطبية، ودمرت سيارات الإسعاف. حاصر جيشها المستشفى على مدى عدة أيام، وبعد الحصار كان الاقتحام، وتوفى الأطفال داخل وحدات الرعاية المركزة، وتضرر الكثير من المرضى.

يجرى هذا فى ظل الدولة الصهيونية التى تحكمها اليوم حكومة "بنيامين نتنياهو"، وهى حكومة دينية متطرفة لها أجندة سياسية محددة، والصراع الدائر الآن هو صراع ديني أطلق لإسرائيل العنان فمضت تقترف جرائم الإبادة الجماعية فى كل من الأراضى الفلسطينية وجنوب لبنان. عنصر الاستقواء الصهيونى ينبع من الدعم الأمريكى اللامتناهى عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ولهذا أطلقت إسرائيل المجال للغارات التى استهدفت عدة مناطق منها: حى "الجبل"، وبلدة " حبشيت"، وبلدة " الخيام" فى جنوب لبنان. ومضت وزارة الصحة فى لبنان تعلن فى كل يوم عن عشرات القتلى والمصابين، وارتفاع أعداد القتلى من جراء الهجمات الإسرائيلية لتصل إلى نحو 3386 قتيلا وإصابة أربعة عشر ألفا منذ أكتوبر 2023. وأضافت أن نحو 772 قتيلا على الأقل هم من النساء والأطفال الذين قتل منهم نحو 14 ألف طفل غزاوي. ويدفع الأطفال فى كل يوم ثمن حرب لم يشعلوا نيرانها. إن مليون طفل فى غزة يحتاجون اليوم إلى دعم نفسى، ولهذا وصل الأمر بهم إلى وضع بائس، وغدا ما يعرفه الطفل الآن هو أن الحياة يمكن أن تنتهى على نحو مفاجئ ومرعب أمام القصف ودانات المدافع والجوع والمرض والحصار.

يستمر " بنيامين نتنياهو" ماضيا فى غلوائه ومن ثم يتوعد برد حازم على حزب الله قائلا: " إن دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني هو أمر ضرورى من أجل عودة السكان إلى منازلهم فى شمال إسرائيل. إن استعادة السلام والأمن فى الشمال هي مفتاح لإعادة السكان اليهود فى الشمال إلى ديارهم بأمان، وهو ما يعتمد على إزاحة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى، واستهداف أى محاولة من قبل الحزب لمعاودة تسلحه يجب علينا الرد بحزم على أي إجراء يتخذ ضدنا".

الجدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلى يشن حملة عسكرية على شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، ويقول إنها تهدف إلى منع حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها. ويظل الفلسطينيون يعانون الكثير من توابع القصف الإسرائيلى اليومى على كل المناطق جوا وبرا، بالإضافة إلى أوامر الإخلاء القسرية، التى يتعين على الفلسطينيين الالتزام بها تجنبا لجحيم الإبادة الجماعية.

nabd.png


المصدر : جحيم العصر

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق 10 فوائد لترامب
التالى خالف.. و"تصالح"