الأحد 10 نوفمبر 2024 06:20 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
8
عودة ترامب إلى البيت الأبيض بين الفرص والتحديات..❖ رام الله - محمـد الرنتيسي
عرف الفلسطينيون وعد بلفور قبل 107 سنوات، لكن أياً منهم لا يقدر على التنبؤ بـ»وعد ترامب» الذي قطعه على نفسه في بداية السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض، بوقف الحرب، وما إذا سيفي به أم لا.
وفيما بدت غزة مشغولة بلملمة جراحها النازفة، إذ ما زالت آلة الحرب تحصد أرواح المئات من المدنيين العزل، في مشهد دموي بالغ الصعوبة، إلا أنها أخذت تطالع الوعد الأمريكي بإنهاء الحروب وإحلال السلام والذي لا يمكن فصله عن مقتضيات مواجهة الرئيس المنتخب دونالد ترامب جملة من التحديات، تقف غزة على رأسها، إذ تعتمدها الأطراف السياسية كرمانة ميزان لتسوية الحروب والصراعات في العالم.
وفق مراقبين، فمن الصعب القفز عن حرب غزة، أمام كاسحة الألغام التي ينتظر أن يقودها ترامب لفتح الحلول السياسية وإزالة كل الخلافات وحل النزاعات التي عصفت بالعالم بعد ولايته الأولى، وفي الطريق لانتقال مقاليد الحكم في البيت الأبيض من السلف إلى الخلف، ستظل غزة تتقلب على جمر حرب تخشى أن يكون الأسوأ فيها لم يأت بعد.
ولا يزال في أذهان الفلسطينيين، أن ترامب في ولايته الأولى، اعترف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها، كما أضفى الشرعية على الاستيطان، وأوقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، كما أغلق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، وفيما يأمل الإسرائيليون بأن تستمر هذه السياسية، يتأهب الفلسطينيون لاستعادة العلاقات التي قطعوها معه قبل 8 سنوات، وليس أدل على ذلك، من مسارعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتهنئة ترامب بالفوز، وإبداء الرغبة للتعاون معه لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
لكن بالتوازي مع ذلك، لا يخفي مقربون من الرئيس عباس قلقهم من عودة ترامب إلى سياسته القديمة، كما قال أحدهم مفضلاً عدم الإفصاح عن هويته: «الذي يجرّب المجرّب عقله مخرّب» لكن رغم هذه المخاوف، نحن جاهزون للتعاون مع إدارة ترامب، عبر مقاربة سياسية واقعية، قوامها دولة فلسطينية مستقلة، وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية.
في الأوساط السياسية، يتساءل مراقبون عن الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون لإنهاء الحرب، خصوصاً وأن تل أبيب شرعت بتحضير ملفاتها التي تتضمن رؤيتها للحل، تمهيداً لعرضها على ترامب، وحسب ما رشح من معلومات تتضمن حقيبة الملفات السماح بضم الضفة الغربية، وهو ذات الطلب الذي شكل مادة دسمة لمباحثات قادة إسرائيليين ومن بينهم رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية إسرائيل جانتس، مع سفير واشنطن السابق في القدس ديفيد فريدمان، والمعروف عنه قربه من ترامب.
فبرأي الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، ينتظر أن يميل ترامب إلى سياسته المعهودة بإبرام الصفقات، وهذا ما يثير المخاوف من عودة صفقة القرن، مرجحاً أن يواجه الفلسطينيون الأسوأ في عهده، لكن عودة ترامب إلى البيت الأبيض «ليست نهاية الدنيا» كما يقول، ويمكن التغلب على التحديات التي ستواجه الفلسطينيين بانحيازه المطلق لدولة الاحتلال، بل وتحويلها إلى فرصة تاريخية، من خلال وحدة الشعب الفلسطيني والشراكة السياسية الحقيقية، وفق تعبيره.
الأمر ذاته، نوه إليه أستاذ العلوم السياسية علي الجرباوي، مبيناً أن ترامب سيسعى إلى صفقة، توافق ما بين تحقيق مطالب الكيان، والاستجابة للحاجة الفلسطينية، بحيث تتضمن اعترافاً أمريكياً بدولة فلسطينية، وفقاً لحل الدولتين، لكن هذا برأيه سيستغرق وقتاً طويلاً.
ويرجح مراقبون أن يتعرض الفلسطينيون لضغوطات دولية وإقليمية، للقبول بما يعرضه ترامب، للإمساك بطرف خيط للحل، مع إغداق المساعدات المالية لتطوير رؤية الدولة، لأن الرفض معناه شح الموارد المادية، والتهميش السياسي، والخروج من مسعى ترامب لوقف الحرب، وغض الطرف عن كل ما يواجهه الشعب الفلسطيني.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار العالم : كيف تؤثر سياسة إبرام الصفقات على إنهاء حرب غزة؟