الأحد 10 نوفمبر 2024 01:19 صباحاً
09 نوفمبر 2024, 11:04 مساءً
رصد موقع قناة "الحرة" تفاصيل الوقائع التي سبقت المواجهات بين مشجعين إسرائيليين ومواطنين هولنديين في أمستردام، حيث أكدت أن الإسرائيليين هم من بدأ بالاعتداء والاستفزاز.
وحسب "الحرة"، قالت رئيسة بلدية أمستردام فمكه هالسما إن مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي لكرة القدم تعرضوا إلى الضرب على أيدي "مجموعات إجرامية"، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بعد مباراة مع فريق أياكس أمستردام الهولندي.
وذكرت الشرطة أن عشرات المشجعين الإسرائيليين تعرضوا إلى المطاردة والاعتداء وأن خمسة منهم أُصيبوا بجروح وتطلب الأمر نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وألقت الشرطة القبض على 63 مشتبهًا بهم في المجمل ووعدت السلطات بإجراء تحقيق، في حين عبّر سياسيون من داخل البلاد وخارجها عن تندديهم بأعمال العنف.
كيف تصاعدت الأحداث
وقالت "الحرة"، فيما يلي نظرة عن كثب على كيفية تصاعد الوضع.
قالت الشرطة إن التوتر بدأ في التصاعد، الأربعاء، عندما اندلعت مناوشات بسيطة بين بعض من مشجعي فريق مكابي وعددهم ثلاثة آلاف وسكان محليين، منهم سائقو سيارات أجرة ومشجعون من أياكس في وسط المدينة.
البداية إحراق علم فلسطين وتخريب سيارة أجرة
وذكر تقرير للشرطة أن مجموعات من مشجعي فريق مكابي أحرقت علمًا فلسطينيًا في ساحة دام وأسقطت علمًا آخر من مبنى قريب وأقدمت على تخريب سيارة أجرة.
وبعد نداء على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع سائقو سيارات أجرة مسلمون وهم في حالة غضب أمام صالة لألعاب القمار كان يتجمع فيها 400 من أنصار فريق مكابي، مما دفع الشرطة إلى التدخل وسط المناوشات.
"رويترز": لم نتحقق من صحة وقائع تستشهد بها "إسرائيل"
وأوردت وسائل إعلام هولندية تقارير عن مقطعين مصورين قيل إنهما يظهران ضرب سائق سيارة أجرة مسلم ومجموعة من الشباب يرددون عبارات معادية للسامية تجاه شخص قيل إنه من أنصار فريق مكابي ألقي به في قناة مائية.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة هذه الوقائع كما وردت في المقطعين.
عبارات معادية للعرب.. وعبارات بذيئة ضد فلسطين
وفي يوم المباراة، أظهرت مقاطع مصورة تحققت "رويترز" من صحتها مشجعين من فريق مكابي وهم يرددون عبارات معادية للعرب أمام النصب التذكاري الوطني في ساحة دام الرئيسة في أمستردام، منها عبارات بذيئة ضد فلسطين.
واتخذت الشرطة إجراءات أمنية لحراسة المكان، لكن تقارير وردت عن وقوع اشتباكات في محيطه.
دعوات إلى التظاهر
وأعلنت جماعات هولندية مؤيدة للفلسطينيين عزمها تنظيم مظاهرة أمام الاستاد خلال المباراة، قائلة إن المباراة كان ينبغي إلغاؤها بسبب ما يُقال إنها جرائم حرب تشنها إسرائيل في غزة.
وتنفي إسرائيل ارتكاب جرائم حرب وتقول إنها تدافع عن نفسها وتتهم حركة حماس بالمسؤولية عن مقتل المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.
السلطات الهولندية على علم بحالة الغضب
وكانت السلطات الهولندية على علم بحالة الغضب بسبب الحرب في غزة، لكنها لم تجد سببًا لإلغاء المباراة. وقالت هالسما، الجمعة، إن العلاقات بين مشجعي الفريقين جيدة بوجه عام.
ويرتبط أياكس بعلاقات قوية مع اليهود ويحمل مشجعوه أحيانًا العلم الإسرائيلي في المباريات، كما أن لديه عددًا كبيرًا من المشجعين المسلمين.
ويمثل اليهود أقل من واحد بالمئة من سكان أمستردام، بينما يشكل المسلمون نحو 15 بالمئة من السكان.
وتتعهد الحكومة الهولندية المحافظة بتطبيق أشد التدابير الأوروبية صرامة للحد من الهجرة ورفض طالبي اللجوء.
وزادت الحوادث المتعلقة بمعاداة السامية في هولندا منذ أن شنت "إسرائيل" حملة عسكرية على قطاع غزة.
وقررت رئيسة بلدية أمستردام نقل المظاهرة التي كانت الجماعات الهولندية تعتزم إقامتها اعتراضًا على إقامة المباراة إلى مكان بعيد خوفًا من وقوع مواجهة بين المتظاهرين ومشجعي كرة القدم، وهو ما ينظر إليه على أنه أكبر تهديد أمني.
وقالت جماعة إف-سايد، وهي الأكثر تعصبًا بين مشجعي أياكس، إنه يجب الفصل بين السياسة وكرة القدم وإنهم "سيتدخلون إذا لزم الأمر".
وقائع أثناء وبعد المباراة
وعملت شرطة مكافحة الشغب في الملعب على الفصل بين المجموعتين المتنازعتين ولم ترد سوى تقارير قليلة عن وقائع عند انتهاء المباراة في نحو الساعة 11 مساءً.
لكن قوات الأمن فقدت السيطرة على الوضع في وسط المدينة عندما اندلعت اشتباكات في منتصف الليل.
وبدأت الدعوات تنتشر في هولندا إلى استهداف أنصار فريق مكابي، ما أدى إلى ما وصفتها رئيسة البلدية هالسما بأنها "اعتداءات كر وفر معادية للسامية".
ولم تتمكن الشرطة من إيقاف مجموعات المهاجمين بسهولة على الرغم من عددهم القليل بسبب سرعة تحركهم.
وقالت الشرطة إنها جمعت نحو 200 من مشجعي مكابي في ساحة دام لحمايتهم ومرافقتهم إلى فنادقهم، لكنّ عددًا كبيرًا منهم تعرضوا إلى الاعتداء في أماكن أخرى من المدينة، حيث فر الجناة بسرعة على دراجات نارية.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تحققت "رويترز " من صحتها جماعات تهاجم إسرائيليين وتركلهم بعد سقوطهم وتقذف بالألعاب النارية. وقال أحدهم في إحدى الحالات "هذه فلسطين. هذه غزة... الآن تعرف ذلك الشعور"، وردد عبارات بذيئة.
وأُطلق سراح معظم المعتقلين، وعددهم 63، في وقت لاحق في انتظار توجيه اتهامات إليهم.
وحظرت أمستردام المظاهرات، في مطلع هذا الأسبوع، ومنحت الشرطة سلطات الإيقاف والتفتيش الطارئة لمواجهة الاضطرابات.